العدالة "النسبية" ونحن

 

عائض الأحمد

 في زمان ما وتحت سماء فوق أرض وبموافقة رايات تختلف ألوانها وتتعدد أفكارها، بين نحنُ وهم الجميع ينشد العدالة ويعتقد أنَّه وكيلها والمنتدب الرسمي والمتحدث بين الأمم باسمها، منظمات حقوقية مجتمعات مدنية وحريات تعددت بمفاهيم مختلفة، القوي ينظر لها وبقدرته يفرضها ويسوق ويحمي من يعتنقها.

 إن كانت مصالحه تستدعيها فأهلاً ومرحباً، أنتم شعب عظيم يتبع نهج الدول المتقدمة العظيمة ويديره عقول تعزف لحن العدالة وتنظم الأشعار الراقية ليسمعها المحتاج ويلهث بها اللسان منتشيًا إنها ضالتكم فوداعا "للتخلف والرجعية" وكل من على شاكلتها، وإن كانت غير ذلك انقلب السحر على كل هذا ونبرئ عشاق "الطبطبة" وأهل الحلول ومزوري الأحداث غربان الفضاء، من قال لكم هذا من علمكم العمل الاجتماعي من أين لكم هذه النظريات البائسة القديمة وكيف لدول بهذا الحجم والقدرة أن تتبع خطوات متأخرة تجني من ورائها غضب العالم الأول.

 

 من سمع أو قرأ عن "النسبية" إن كانت خاصة أو عامة وإن لم يستطع فعليه أن يستنسخ "أينشتاين" أو يستدعيه لعله إن فعل يجد ما يشفي حيرته ويسكته لعل فيزياء الطبيعة تنتشله وتلقي بما تبقى منه في أحضان عدالة ينشدها الجميع ثم يرفضونها إن أتت بما لم تأتِ به الأهواء، وتعارض مع المصالح وقبل كل هذا لم يستأذن "زيد" من "صالح" وكيف له دون إذن مسبق وولاء مجبر عليه بروتوكول يفهمه الساسة.

 كمذهب دبلوماسي لن يحيد عنه إلا هالك، فما بال قوم مزقوا فتعالت أصواتهم أين أنتم منِّا، فنالهم غضب الكبار وسخط الصغار تواليًا.

 نحن العدالة رمزها، ننعم بها أنتم فقط "مريعا" نأنس به، يجمع قطيعاً خلفه يذهب ويأتي غيره، أنتم فصيل من بقايا، من يُريد العيش "صمتا" يستجيب، ومن يعلو له صوت فلن يأتي له أحدٌ مجيب.

 "قانون الحضارة" مرَّ يوماً من هنا فنظر في كل الوجوه ثم "عبس وبسر" وخلع معطفاً كان يرتديه وقال لذاك الشاب اليافع أخلع رداء الضعف والبس معطفي علَّ القلوب اليافعات ترى.

 

 ما تراه أنت عدالة يفسره البعض ظلماً، فإن كان ذاك فاعلم بأنَّه ظلم بواح فليس للعدالة أعداء.

 ومضة:

 الضوء يحرقك كلما اقتربت، نعلم هذا ولكن ما نجهله أنّ لكل إنسان قدر ومسافة عليه أن يقف عنده.

  يقول الأحمد:

 لدي أمل كبير بأنها أقرب من أي وقت مضى.