"كورونا" يتفشى في بريطانيا أسرع من "أسوأ السيناريوهات"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

أظهرتْ دراسة بحثية حديثة أنَّ تفشي جائحة فيروس كورونا في المملكة المتحدة يسلُك مسارًا أكثر حدة حتى أكثر من السيناريو الأسوأ للحكومة؛ مما يضيف دلالة واضحة على أنَّ هناك حاجة لتدابير أكثر صرامة للحد من انتقال العدوى.

وشهد شهرا سبتمبر وأكتوبر ارتفاعًا في المؤشر الوبائي؛ حيث ازداد عبء الحالات ودخول المستشفيات أولاً، ثم تجاوز حتى أكثر التوقعات تشاؤماً التي قدمتها المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية لحالات الطوارئ، وهي اللجنة التي وجَّهت قرارات رئيس الوزراء بوريس جونسون منذ بدء تفشي المرض في نهاية يناير الماضي.

وقالتْ استنتاجات المجموعة الفرعية للجنة التي تتعامل مع نمذجة الوباء: "يزداد عدد الإصابات ودخول المستشفيات في إنجلترا أكثر مما كان مُتوقعاً حسب السيناريو الأسوأ لفصل الشتاء". وأضافت المجموعة -بحسب ما نشرته وكالة "بلومبرج" الإخبارية: "إنَّ عدد الوفيات اليومية يتماشى الآن مع المستويات الموجودة في الحالة الأسوأ ذات المستوى المعقول، ومن المؤكد تقريبًا أن يتجاوز هذا في غضون الأسبوعين المقبلين".

ومن المرجَّح أن تزيد الدراسات الحديثة من الضغط على جونسون لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة، بما في ذلك الإغلاق الوطني. وقالت الحكومة البريطانية إنها ملتزمة بخطة للقضاء محليًّا على النقاط الساخنة لفيروس كورونا، على الرغم من تحذيرات العلماء من أن الإستراتيجية لا تعمل.

وقال وزير الخارجية دومينيك راب إنَّه سيكون من "الظلم الشديد" فرض تدابير شاملة عندما تختلف معدلات "كوفيد 19" كثيرًا في جميع أنحاء إنجلترا، مضيفًا أنَّ الحكومة "تسعى جاهدة لتجنب" الإغلاق الوطني. لكنه لم ينفِ التقارير التي تفيد بأنَّه يفكر في إضافة مستوى جديد أكثر صرامة من القيود على المناطق الأكثر تضررا في البلاد.

وقال راب لـ"بي.بي.سي": "نعتقد أن الوضع خطير". وأضاف: "نحن واثقون من أننا حصلنا على الإجراءات والإطار الصحيحين، والذي لا يعني أنْ يكون لدينا نهج شامل، ولكن لاستهداف التدابير في المناطق التي يكون فيها الارتفاع أعلى".

وتوقعت استنتاجات 8 أكتوبر للجنة الرئيسية للمجموعة أنَّ العدد اليومي سيكون "أكثر بكثير" من 100 حالة وفاة جديدة في إنجلترا يوميًّا في غضون أسبوعين؛ وهو الأمر الذي من شأنه أيضًا أن يتجاوز توقعات أسوأ الحالات.

وأبلغتْ المملكة المتحدة عن 280 حالة وفاة جديدة بسبب فيروس كورونا يوم الخميس، بعد يومين من تجاوز العدد الإجمالي 300 حالة. ووصل عدد المصابين بالفيروس حاليًا إلى أكثر من نصف مليون في إنجلترا، وفقًا للأرقام التي نشرها يوم الجمعة مكتب الإحصاءات الوطنية، والتي قالت إن الإصابات بفيروس "كوفيد 19" تتزايد بشكل حاد بين أطفال المدارس الثانوية، وأنَّ المعدل الإجمالي للإصابات ارتفع إلى واحد من كل 100 في الأسبوع حتى 23 أكتوبر، من 1 في 130.

وأدخل جونسون نهجًا من ثلاثة مستويات حيث تواجه المناطق التي بها أعلى معدلات إصابة قواعد تباعد اجتماعي أكثر صرامة، بما في ذلك حظر الاختلاط المنزلي وإغلاق الحانات التي لا تبيع وجبات كبيرة. وذكرت الصحف البريطانية أنَّ المسؤولين يفكرون في فئة إضافية من شأنها أن تجبر المطاعم والمتاجر غير الأساسية على الإغلاق.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة