إعادة الإعمار والاستثمار في المجهول

د. سعيد بن سليمان العيسائي *

تعالتْ الأصوات لإعادة إعمار العديد من الدول التي أنهكتها الحروب والصراعات كإعادة إعمار العراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان والصومال وغزة وليبيا.

كما شغلت الصعوبات والمشاكل الاقتصادية في اليونان ومصر التفكير لاتخاذ خطوات وإجراءات لإنعاش الاقتصاد في هذه الدول، من خلال مؤتمرات حضرتها دول عديدة وكان للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي دور فيها.

وقد أُطلِق مصطلح إعادة الإعمار في أحد معانيه في الولايات المتحدة الأمريكية على التاريخ الكامل للبلد من عام 1865 وحتى عام 1877 وهي الأعوام التي تلت الحرب الأهلية.

ومصطلح إعادة الإعمار ظهر أول ما ظهر بشكل كلي وواضح في مشروع "مارشال" الذي هو المشروع الاقتصادي لإعادة إعمار أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية الذي وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي آنذاك الذي أعلنه بنفسه في يوليو من عام 1947م في خطاب أمام جامعة هارفارد.

ويُقصد بإعادة الإعمار في العادة إصلاح البنية الأساسية من طرق وجسور وكهرباء ومياه ومدارس ومستشفيات وموانئ ومطارات، وإعادة تأهيل السكك الحديدة إن وجدت.

وتشترطُ الكثيرُ من الدول المانحة والمتعهدة على الدول الممنوحة أو المستحقة للمساعدات ضروروة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية ومالية قبل الموافقة على المنح والتعهدات.

ونودُّ التأكيد على أنَّ الاستقرار السياسي والأمني والنزاهة والحوكمة ومحاربة الفساد وإيجاد حلول وخطط واضحة وتفعيل دور المؤسسات ووضع آلية دقيقة لتحويل الأموال وصرفها مع شرط للموافقة على هذه المنح والمساعدات.

وتبلغ تكاليف إعادة الإعمار في الدول المتضررة من مليارات محدودة إلى عشرات المليارات، بل ما أو اكثر من ذلك على مستوى الدول الممنوحة مجتمعة..

وعادةً ما يسهم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في تقديم مساعدات وإعاناتت وقروض لهذه الدول المحتاجة والمتضررة. وتعقد الدول المانحة عادةً مؤتمرات تحدد فيها الخطط والموازنة التي سوف تعتمد من قبل هذه الدول إلى الدول المتضررة أو التي تحتاح إلى إعادة إعمار.

 ولربما كان لبعض الدول المانحة دور فيما حصل لبعض الدول من عدم استقرار بطريقة أو بأخرى.

كما نود أن نشير إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي وتذبذب أسعار النفط وبعض الأزمات الطارئة كجائحة كورونا والتي قد تؤدي إلى أن تحجم بعض الدول المانحة عن تسديد ما عليها أو التلكؤ عن الدفع.

الخلاصة.. إذا لم يكن هناك استقرار سياسي واقتصادي، فإن الحروب والتواترات والفساد سيأتي على ما تم إعماره لينطبق على هذا قول الشاعر:

متى يبلغ البينان يوماً تمامه...

إذا كانت تبنيه وغيرك يهدم

* أكاديمي وكاتب

تعليق عبر الفيس بوك