تعليق على "ميلاد عاصفة.. وعرس جداول"

يوسف عوض العازمي

alzmi1969@

 

 

لأنَّ رأيي ككاتب (بالطبع أتحدث عن نفسي فقط ككاتب) ليس مقدساً، ويحتمل الاختلاف قبل الاتفاق، الخطأ قبل الصواب، لا ضير في مناقشة وعرض الرأي المُخالف لرأيي، بل إني أجد ذلك فرصة لإثراء الحوار، وفتح المجال لوجهات نظر مُختلفة قد تحمل الصواب، ويستفيد القارئ الكريم من النقاش حول المقال (أي مقال طبعا) وبكل تجرد لا اعتبر أنَّ كل ما اكتبه صحيحاً، الأكيد أنه اجتهاد مخلص وصادق، أما التوفيق ونتائجه فمن لدن العزيز القدير.

في مقالي السابق المُعنون: "ميلاد عاصفة.. وعرس جداول"، قدمت شرحا موجزا لوجهة نظر شخصية بشأن مايجري من تطورات سياسية في المنطقة خصوصًا فيما يتعلق بالتطبيع مع العدو الصهيوني، وكالعادة أي مقال ينشر لي أرسله لبعض الأفاضل ممن لهم تقدير خاص، وأستفيد من آرائهم، ومن ضمنهم أحد الأصدقاء وهو مهندس كويتي مُخضرم، وقد اختلف معي في الطرح، وكان رأيه فيه من الوجاهة رغم اختلافي معه، ووجدت أنَّ عرض رأيه قد يفيد السياق العام للمقال، بنفس الوقت سيضيف ويثري الحوار، لذا استأذنته بنشر رأيه بتصرف، وتكرم عليَّ بالموافقة، وسأنقله بتصرف مع الحرص على وضوح الفكرة.

إليك قارئي العزيز رأي الصديق:

(مقال تطبيع بامتياز، على العموم ذكرت الآية الكريمة لفظ "الذي باركنا حوله"، هنا لو تمَّ الإشارة لشحذ همة القارئ لأهمية هذا المسجد الذي خصه الله بالبركة بالآية الكريمة وما تعنيه هذه البركة،  لتبيان شرف وأهمية هذه الأرض.. أما فيما يخص التطبيع، فإحدى الدول مثلاً تقول إنِّها طبعت لصد عدوان إقليمي عنها، وفي نفس الوقت موانئها البحرية والجوية مشرعة لاقتصاد العدو الإقليمي المفترض، ولم تتعامل بجدية مع التهديد المفترض ولم تقطع حتى العلاقات!

أقصد أنَّ الأعذار الواهية للتطبيع، كانت على حساب ورقة مُهمة بالمفاوضات الفلسطينية،  وإضعاف مبادرات السلام التي تبنتها السياسة السعودية لدفع العالم الإسلامي، أي خيار السلام أو التطبيع مُقابل الأرض.. أما اليوم، فالتطبيع مقابل أن ندفع تعويضات لليهود الذين كانوا في بعض دولنا قبل 800 سنة، والدليل مسلسل حياة الفهد الذي أنتجته دولة خليجية، وغيرها من التعويضات!

القصد أنَّ الحديث عن الخنوع له الكثير من المبررات، فإذا كنَّا مجبرين على الانبطاح وخلع غشاء الستر،  فلنُطبع ولكن ليسجل التاريخ أننا مجبورون بسبب ضعفنا، ولكن من الفحش أن نجبر على ممارسة الخضوع، وفوق هذا نُبدي أننا مسمتعون بهتك الأراضي والمبادئ!)

انتهى كلام صديقي..

لن أعلق على كلامه، وبصراحة أجد شيئا من الاتفاق معه، وللاختلاف في الفهم كذلك مساحات، وأترك التعليق على وجهة نظر صديقي لتفاعل القارئ الكريم، سيما وأني أعتبر القارئ الذكي هو رأس المال الحقيقي لأي كاتب، وأتقدم بخالص الشكر لصديقي الذي وإن اختلفت معه إلا أنَّ الاختلاف لا يفسد للود قضية.