خسائر بالجملة في قطاع الطيران مع استمرار الجائحة

ترجمة - رنا عبدالحكيم

سجلت شركات الطيران في الربع الثاني من العام الجاري أسوأ نتائج مالية على الإطلاق في تاريخ صناعة الطيران، لكنَّ تقريرًا نشرته شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية، يتنبأ بأنَّ الخسائر المتوقعة بنهاية الربع الثالث لن تتحسن.

وسجَّلت شركات الطيران الأمريكية خسائر مُجمَّعة بلغت 12 مليار دولار في الربع الثاني، باستثناء البنود الخاصة؛ حيث انخفضتْ الإيرادات بنسبة 86% عن العام السابق. ويتوقع المحللون أن تصل الخسائر إلى حوالي 10 مليارات دولار في الربع الثالث الذي اكتمل لتوه. وتمكنت الخطوط الجوية حول العالم من تقليص الخسائر عن طريق خفض التكاليف، بما في ذلك خفض العمالة؛ حيث لجأت الشركات إلى تسريح الموظفين، وإجبارهم على التقاعد المبكر أو الإجازات غير المدفوعة. وشهد موسم السفر خلال الصيف زيادة متواضعة في حركة المسافرين.

ورَغم ذلك، لم يكن الربع الثالث أفضل بكثير من الربع الكارثي السابق، ويتوقع محللو بورصة وول ستريت أن تنخفض مبيعات الصناعة بنسبة 75% في الربع الثالث. ولم تبد الحجوزات قوية بشكل خاص في الخريف مع ندرة السفر الترفيهي، في حين أن القليل جدًا من السفر بغرض العمل حل محله.

وفي هذه الأثناء، نفذ العديد من شركات الطيران الأمريكية- وليس كلها- في الآونة الأخيرة تخفيضات إجبارية في الوظائف والإجازات التي لم يتم السماح بها حتى نهاية سبتمبر بموجب شروط الإعفاء المالي التي وافق عليها الكونجرس للصناعة في وقت سابق من هذا العام. وتلقت شركات الطيران الأمريكية 25 مليار دولار كمساعدة مباشرة لإبقاء العمال على كشوف المرتبات حتى نهاية سبتمبر، إلى جانب 25 مليار دولار إضافية في شكل قروض بدون شروط لم تأت مع الوعد بتجنب تسريح العمال.

وبمجرد انتهاء الحظر المفروض على الاستغناء الإجباري عن الوظائف في الأول من أكتوبر، قامت شركة "أمريكان إير لاينز" بخفض 19000 وظيفة، كما خفضت شركة "يونايتد إيرلاينز" 13000 وظيفة إضافية. وقدم الحزبين الجمهوري والديمقراطي الدعم والتأييد لحزمة ثانية من المساعدة الفيدرالية لمنع تلك التخفيضات، لكن الآمال في تلك المساعدة تلاشت عندما فشل الكونجرس وإدارة الرئيس دونالد ترامب في الاتفاق على حزمة تحفيز أخرى من كوفيد 19.

وخسرت كل شركة طيران أمريكية أموالاً في الربع الثاني. ومن المتوقع أن يبلغ الجميع تقريبًا عن خسارة لمدة عام كامل، بما في ذلك خطوط ساوث ويست الجوية، التي ظلت تعلن على 47 عامًا متتاليًا عن أرباح دون خسائر حتى عام 2019.

لكن.. متى يتوقف نزيف الخسائر في هذه الصناعة؟

تعتمد الإجابة عن هذه السؤال البسيط لكن غير القابل للإجابة، على التوقيت المرجح أن يكون فيه الأشخاص جاهزين للطيران مرة أخرى.

وقال دوج باركر الرئيس التنفيذي لشركة أمريكان إيرلاينز، في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" نهاية الشهر الماضي: "لا نتوقع بعد ستة أشهر من الآن أن يعود الطلب إلى ما كان عليه قبل انتشار الوباء". لكنه أعرب عن أمله في أن يكون هناك قدر من الوضوح على الأقل بحلول الربيع المقبل، بشأن متى يشعر الركاب بالأمان للطيران مرة أخرى.

إلا أنَّ الأمر لا يرتبط بمخاوف تتعلق بالسلامة تمنع الركاب من مغادرة الطائرات، لكنها أيضًا مسألة تتعلق بحالة الاقتصاد التي جعلت المسافرين بغرض الترفيه يعملون من المنزل. ورغم بدء انتعاش الاقتصاد، إلا أن طريق سيكون طويلا. وقد حذر الاقتصاديون ومجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) من أن الانتعاش سيكون "بطيئًا ومؤلمًا" ما لم يقر المشرعون حوافز فيدرالية إضافية.

تعليق عبر الفيس بوك