رحيل الكبار

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

تتوالى النكبات على الأمتين العربية والإسلامية هذا العام؛ فلم تكتفِ النكبات برحيل صاحب الحكمة والحلم والروية جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في العاشر من شهر يناير من هذا العام، ليأتي رحيل أمير الإنسانية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة -طيب الله ثراه.

فبرحيل هذين الرمزين من رموز الأمة العربية، يَفقِد الخليج وتفقد الأمتان العربية والإسلامية قائديْن حكيمين التقيا معاً في دروب الحكمة والحنكة والحلم.

فقد كان صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يحملُ راية السلام لحل المشكلات العالقة بين دول الخليج العربي، وبين الدول العربية والإسلامية حتى آخر أيام حياته، فكان أميراً للسلام وللإنسانية.

وقد كرس سموه جهده من أجل تنمية دولة الكويت وجعلها مركزاً تجاريًّا دوليًّا، كما جعلها دولة آمنة مستقرة وسط براكين الفتنة والصراع في المنطقة، ولم يكتف سموه بأن يرى بلاده آمنة مستقرة فحسب، بل سعى -رحمه الله تعالى- إلى بسط نعمة الأمن والأمان على بقية دول وشعوب منطقة الخليج العربي من خلال دعمه الدائم والدؤوب للمصالحة وتلطيف الأجواء بين دول المنطقة وتذويب الخلافات بينها؛ من أجل إيجاد منطقة خليجية آمنة ينعم أهلها بالأمن والاستقرار والرفاه، والتنعم بخيرات هذه المنطقة، ودرء المخاطر عنها من خلال نبذ الخلافات التي لا تجلب إلا الدمار وعدم الاستقرار.

أمَّا تفاعل المغردين عبر منصات التواصل الاجتماعي، فإنه يُذكرني بذات التفاعل إثر وفاة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- لما حازه من حب كبير على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، حيث لقب بسلطان القلوب.

فها هي اليوم مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل إثر رحيل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه.

وقد نال حديث سموه الذي أُعِيد نشره بَعد إعلان وفاته في المقطع الصوتي، واعتُبِر وصية سموه للشعب الكويتي والذي يقول فيه: " تبصَّروا، فيما يحدث غير بعيد عنا، ونحمد الله بما أسبغ علينا من نعم الأمن والأمان والاستقرار والسلام والطمأنينة والهدوء والرخاء والعيش الكريم، ولندعوه جل جلاله أن يحفظ الكويت بعهدها دار أمن وأمان، وأن يحميها وأهلها من كل مكروه وسوء".

وقد حقق الوسم #صباح_الأحمد_الجابر_الصباح أعلى ترند على مستوى الخليج، كما تعاطي العمانيون مع الحدث تفاعلاً كبيراً من خلال الترند للوسم العماني #العمانيون_ينعون_أمير_الإنسانية

وكان صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة -طيب الله ثراه- قد انتقل إلى جوار ربه مساء يوم الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 عن عمر يناهز 91 عاما، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات قضاها في خدمة بلاده والأمتين العربية والإسلامية.

وتحت وسم #العمانيون_يعزون_الشعب_الكويتي، ذكر حساب التواصل الحكومي للسلطنة قائلاً: "‏ما زالت الكلمات المؤثرة للشيخ ‎#صباح_الأحمد_الجابر_الصباح وهو يؤدي واجب العزاء في وفاة المغفور له بإذن الله السلطان ‎#قابوس_بن_سعيد ماثلة في وجدان العمانيين، تعكس مشاعر الأبوة والحب الكبير الذي يكنه للسلطنة قيادة وشعبا".

وكان سموه طيب الله ثراه، قد قال: "قابوس ما مات وإنتوا موجودين".

وقال أحمد بن موسى البلوشي أحد كتاب صحيفة النبأ الإلكترونية، في تغريدة له عبر "تويتر": ‏عامٌ رحل فيه قمران ووجهان للتسامح، والعظماء لا يموتون تبقى أفعالهم وذكراهم مدى العمر، مولاي الخالد في قلوبنا السلطان قابوس، ووالد الجميع وأمير الإنسانية الشيخ صباح.

ولعُمان لدى صاحب السمو -طيب الله ثراه- مكانة رفيعة، وكان سموه يقضي أفضل أوقاته في منطقة الشويمية بمحافظة ظفار، فأحب فيها الهدوء والسكينة وطيبة أهلها، فيقضي أوقاته بين أهلها كواحد منهم في تلك المنطقة البحرية الوادعة.

رَحِم الله فقيدي عمان والكويت الغاليين على نفوس العمانيين والكويتيين، وجعل مثواهما الفردوس الأعلى بإذنه تعالى إنه سميع مجيب.