إلى متى؟!

بدرية بنت حمد السيابية

sahmed9942@gmail.com

 

ما زلنا نصحو على الأخبار المُفزعة والمُحزنة والتي تنبئ بتزايد العدد الإجمالي للإصابة بفيروس كورونا وعدد حالات الوفيات الناتجة عنه إذ إنِّه أصبح الروتين اليومي المُمل والصعب، نأخذ جرعات من هذه الأخبار غير السارة للنفس بشكل يومي منذ بداية انتشار هذه الجائحة في العالم وأصبحت الحياة لها طعم مختلف.

تبرمجت عقولنا على كلمات يصعب نطقها وأصبح الحزن يمتلك ملامحنا وتعلو صرخات الألم على جثث ضحايا هذا الفيروس المُميت، صغاراً وكباراً، أصبحنا لا نميَّز هذا اليوم عن ذاك اليوم، أيام تشابهت بما نمر عليه من عواقب لا يعلمها غير الله، وأصبح الاستهتار واللامبالاة بين النّاس أمرا اعتياديا فالبعض منهم أخذ الحيطة والحذر ولكن وللأسف الشديد هناك من ينقل المرض بين أهله وأصحابه دون وعي وإذا قدمت النصح والإرشاد والتوعية لهم، فالبعض تجده يرد قائلًا : "الأعمار بيد الله".

صحيح أنَّ الأعمار بيد الله ولكن الأخذ بالأسباب من الضروريات لقوله تعالى" وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" [البقرة:195] . إلى متى هذا الوضع؟ ألا يكفي استهتار؟ فقد كثرت الزيارات والرحلات والمُناسبات ونحن في وضع حرج وانتشار سريع لهذا الفيروس المُميت، وما زالت اللجنة العُليا تحذر وتتحدث بأن الفيروس ما زال يتجول بيننا يخطف الواحد تلو الآخر ليرحل عنَّا بعيدا دون رجعة دون وداع، دون قبلة الوداع على جبينهم، يدفنون في مقابر غير مقابرهم.

لنرتقي قليلاً بالناحية التوعوية من خطورة هذا المرض وكذلك لنعمل يداً بيد لجانب الكادر الطبي وتخفيف العبء الكبير عنهم الذي أصبح يُثقل كاهلهم، فهم دائماً في المُقدمة كدرع حامٍ يبذلون كل جهودهم لتخفيف ما يعاني منه المصاب - وما زال العدد في تزايد مع تراجع نسبة الشفاء بالسلطنة وهذا يُؤسفني كثيرا لسماع هكذا أخبار، لذلك بعون الله سنكون قادرين على الحد من انتشار الفيروس بالتكاتف والتعاون، ويجب أن نتبع الإجراءات اللازمة والوقاية من هذا المرض قدر الإمكان، والتقليل من التجمعات والزيارات والرحلات فكل ذلك له وقت لاحق وندعو الله أن يزول هذا الوباء في أسرع وقت لتعود الحياة كما كانت ويحفظ الله عُمان وقائدها وشعبها من كل الأمراض والأسقام - اللهم آمين يارب العالمين.

تعليق عبر الفيس بوك