"ذي إيكونوميست" تبرز مآثر الفقيدين وأدوارهما في استقرار المنطقة

السلطان قابوس والأمير صباح.. رفيقان في الحياد وصَوتان مُعتدلان للاتزان

2020 يشهد الرحيل المُؤثر للسلطان قابوس والأمير صباح الأحمد

ترجمة - رنا عبدالحكيم

وصفت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية، رحيل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل، بعد شهور قلائل من رحيل السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- بـ"الخسارة الفادحة" لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وسلَّطت المجلة الضوء على المسيرة الحافلة لسمو الأمير الراحل -طيب الله ثراه- قبل تولِّيه عرش الكويت في العام 2006، حيث أمضى عقودًا من الزمن وزيراً للخارجية في الكويت، وأبرزت مآثر إرادته السياسية تحويل الكويت من "دولة صغيرة" -بها أقل من 5 ملايين شخص اليوم معظمهم من العمالة الوافدة- إلى لاعب مؤثر.

السلطان قابوس والأمير صباح (2).jpg
 

وقال تقرير "ذي إيكونوميست" إنَّ الكويت هي ثاني دولة خليجية تفقد حاكمها هذا العام؛ فقد توفي السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في يناير الماضي. وأنَّ كلا القائدين كانا يحظيان باحترام كبير في المنطقة؛ مما منحهما حرية اتباع سياسات خارجية مستقلة. ولفت التقرير إلى أنَّ الشيخ صباح الراحل فضَّل مثل السلطان قابوس الدبلوماسية في التعامل مع إيران.

وبحسب تقرير المجلة، فقد "وُلِد الشيخ صباح في دولة تعتمد على تجارة اللؤلؤ ومُعرَّضة قريبا للانهيار، واكتشف النفط بعد تسع سنوات وحوَّلها إلى واحدة من أغنى دول العالم". وأنَّ الشيخ صباح تولَّى منصب وزير الخارجية عام 1963، وبقي في منصبه لمدة 40 عامًا، وهي فترة شملت خسارة بلاده عام 1990، كما كان سمو الشيخ الراحل أحد مهندسي مجلس التعاون الخليجي المُؤلَّف من ستة أعضاء وتأسس عام 1981، والذي "لم يصبح أبدًا الاتحاد السياسي والاقتصادي المحكم الذي أراده مؤسسوه" - حسب رأي المجلة.

وأسهب تقرير "ذي إيكونوميست" بتبيان رغبة الشيخ صُباح وحرصه الأكيد على حماية مجلس التعاون الخليجي، مذكِّرا بأنه "عندما فرض ثلاثة من أعضاء المجلس -المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين- حِصارًا على قطر في العام 2017، رفضت الكويت المشاركة، وحاول الأمير التوسط في النزاع.

أما عن الشأن الداخلي، فقد ركز تقرير المجلة على امتلاك الكويت برلمانا صاخبا مع سلطة حقيقية، قام الشيخ صباح بحلها أكثر من مرة بسبب الخلافات مع النواب.. وأنه في السنوات الأخيرة، عندما أحدثت أسعار النفط المنخفضة فجوة في المالية العامة للكويت، كان عليه أيضًا أن يتعامل مع مشاكل الميزانية.

المجلة اختتمت تقريرها بأنه "على مر السنين، ظل الأمير شخصية شعبية"، مستشهدة على ذلك بأحداث 2015، عندما فجَّر جهاديون مسجدًا شيعيًّا في مدينة الكويت وقتلوا 27 شخصًا، حينما هرع إلى مكان الحادث لتعزية الضحايا، واصفة ذلك بالعرض الشخصي والعاطفي النادر بين حكام المنطقة.

تعليق عبر الفيس بوك