رسالة أهالي الرستاق إلى محافظ جنوب الباطنة

 

حمود الحاتمي

شهد العهد الجديد لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- يحفظه الله ويرعاه- تغييرات في الجهاز الإدارى للدولة تجددت معها عطاءات ومنحت صلاحيات واسعة.

فقد اهتم جلالة السُّلطان المُعظَّم بالمحافظات وأولاها رعاية واهتماماً من خلال منح صلاحيات واسعة لأصحاب السعادة المحافظين في المحافظات وأصحاب السعادة الولاة في الولايات، وعهدت لأصحاب السعادة المحافظين تنمية هذه المحافظات من خلال التوزيع العادل للخدمات التي تقدم للمواطنين والبت فيها، ولاية الرستاق استبشر المواطنون فيها خيراً وارتفع لديهم سقف الطموحات وراودهم الأمل في تنفيذ بعض المشاريع.

ومع تولي سعادة عيسى بن حمد العزري.. محافظ جنوب الباطنة مهامه، فلدى المواطنين في ولاية الرستاق ملفات ظلت عالقة في أدراج الجهات المعنية رغم المطالبات والمقالات التي يكتبها كتاب الصحف المحلية عنها والتغطية الإعلامية لكن يكون الرد عدم وجود الوفورات المالية.

ومن هذه الملفات: شق طريق يربط قرى المارات وكرب وغيرها من القرى بمركز الولاية؛ فأهالي هذه القرى يقطعون الطريق المؤدي إلى قراهم عن طريق الرستاق- عبري- بهلا- الحمراء ثم الصعود إلى جبل شمس. أو الرستاق- مسقط- نزوى ثم الحمراء بمسافة 800 كم ذهابا وإيابا، بينما يطالبون بشق طريق يربط قرية المارات بالولاية لا يزيد عن 20 كم.

هذا الطريق له أهمية اقتصادية واجتماعية فسوف يكون نافذة سياحية تربط قرى الجبل بالولاية ويستطيع المواطنون الحصول على الخدمات المقدمة من الولاية دون تكبد عناء الطريق الطويل، وقد سبق للمواطنين التقدم بطلبات ويأتي الرد سلبيًا.

ومن الملفات التي ينتظر المواطنون حلها، خدمات رصف الطرق الداخلية بالرستاق وخاصة قرية المسيمدة أقدم مخطط سكني ومنذ عام 1970 وحتى اليوم لم يرصف كذلك المخططات الجديدة ومنها مخطط حي الأمجاد رغم مرور أكثر من 15 عاماً لم يرصف منه متر واحد، وقرية الجهاني ومخطط وادي حيل بنت كذلك هي مخططات قديمة لم ترصف رغم مرور أكثر من 35 عاماً على البناء فيها، وكذلك توصيل شبكات المياه والاتصالات لهذه المُخططات.

ومن الملفات الأخرى كذلك القرى الجبلية تعاني من انقطاع الحركة المرورية عند هطول الأمطار ولدي مقترح تشكيل لجنة خدمات طارئة في الولاية وتكون دائمة تشكل من كل القطاعات الصحية والبلدية والنقل والقطاع الخاص. لتقديم الخدمات الطارئة للمواطنين في تلك القرى في أيام الأنواء المناخية التي تحدث وكما يعلم الجميع تضاريس الولاية الصعبة القرى الجبلية والأودية التي يقطنها مواطنون يحتاجون للعون والمساعدة فالولاية تحتاج لمثل هذه اللجنة.

لقد كان سوق الرستاق القديم مركزًا للحركة التجارية ويقصده الناس من مختلف الولايات لما يضمه من تنوع السلع العمانية التي تباع في ساحاته ويضم أكثر من 200 دكان صغير، ومع صغر تلك المساحات إلا أنَّ الحرف التقليدية والمنتجات المحلية كانت حاضرة وقد قامت وزارة البلديات الإقليمية (سابقا) بإعادة بناء السوق ولكن كما يقول المثل "تمخض الجبل فولد فأرا".

كانت الولاية تتمنى أن يعاد بناؤه على الطراز المعماري القديم كأسواق مطرح وبهلا وصور، لكن ظهر على هيئة دكاكين قليلة وصغيرة المساحة وتصميم لا يُعبر عن تاريخ الولاية؛ فحزنت القلعة التي فقدت أخاها السوق الذي كان يعج بالحركة وهي التي كانت ترنو إليه بفخر واعتزاز، فهجره أصحابه ومنهم من هجر حرفته التقليدية.

اليوم يطالب المواطنون بإعادة تأهيل السوق ليعود إلى سابق عهده يعج بالحركة.

سعادة محافظ جنوب الباطنة، لقد عقدت شركة بيئة عدة لقاءات مع المقاولين بالولاية مع بداية عملها وشرحت آلية التخلص من مخلفات البناء بحضور مدير البلدية آنذاك وطلبت من المقاولين نقل المخلفات إلى مردم البلدية. وقبل عام رفضت الشركة استقبال المخلفات وطلبت من سائقي الشاحنات نقل المخلفات إلى بركاء، مما حدا بناقلي المخلفات لرميها، في الأودية والمساحات الخالية من المخططات السكنية كطريق الخليو الصناعية الترابي الذي أضحى يعج بالمخلفات الصلبة. والنفايات وتكاثرت القوارض بتلك القرية وأضحت مخلفات البناء خطرا يُهدد البيئة بالولاية. ورغم ما تتمتع به الولاية من مقومات اقتصادية تشهد الولاية ركودا اقتصاديا بسبب تشابه الأنشطة التجارية التي تفتح وتشبع سوق الولاية بها، ورغم الوعود التي يطلقها مرشحو مجلس الشورى عند الانتخابات بتبني مبادرات تنعش الولاية، تذهب تلك الوعود مع بدء الفترة الجديدة للمجلس.

أتمنى إجراء بحوث تستشرف الفرص الاستثمارية بالولاية وتقنين فتح الأنشطة التجارية وكذلك الحد من الاستثمار الأجنبي الوهمي الذي أغلق أنشطة تجارية كان يقوم عليها شباب عمانيون، وتأسيس شركة استثمارية وأسهمها تكون لأبناء الولاية تقوم بتشغيل الباحثين عن عمل، وإنشاء صندوق الوقف العام تؤول إليه المشاريع الوقفية القائمة وله صفته الاعتبارية ويعهد إلى إدارة تتمتع بفكر استثماري كي ينمو هذا الصندوق ويستطيع المساهمة في إقامة مشاريع تخدم الولاية.