شاب رائع من البحرين (4)

 

عبدالله الفارسي

 

أنا مُضطَّر أن أعيد عليكم ما وصفته في الجزء الثالث من هذه السلسلة المقالية، لأنني لم اعطِ تلك اللحظات حقها من الوصف ونصيبها من التشبيه، لقد قطع عليَّ عبدالرحمن لحظة انسجامي وهيامي وجنوني.

انتظرت رفيقي عبدالرحمن في الدور الرابع من تلك البناية العظيمة الباهرة، وقفت مستندا على حواف الممر متأملاً طريقة تصميمه الفريدة وهندسة المكان المُثيرة.

سبق وأخبرتكم وأنا مستغرق في ملكوت الانتظار وتصوير المكان أفزعني صوت ارتطام مُفاجئ وسقوط قطعة زجاجية مباغت مصحوباً بشهقة أنثوية ناعمة التفت فإذا بفتاة فاتنة الملامح حمراء فاتح لونها تسر الناظرين! حمارها مشوب ببياض لا يُخالطه كدر، أو لطخة من وهن، تتفجر الحياة من كل أجزائها وأركانها.. هرعت نحوها، انحنت لتلتقط أشياءها المُبعثرة وزجاجاتها المتناثرة، فمنحتني ظهرها عارضة أمامي عجيزتها المُتناسقة، ومُؤخرتها العجيبة المتعافية فارتعشت لها سمائي النائمة، وانتفضت معها صحراءي القاحلة، وارتجفت جبالي الساخنة، وقرعت أجراس كنائسي المُتمردة الفاسقة!!

لا أدري لماذا دائمًا التحم بالجمال والافتتان في لحظات التكسر والانشظاظ!

فوقعت عيني بعينيها، بل بالأحرى سلطت سهام عينيها على عيني المُثقلتين بالوهن، والحزن والسهاد!!

فلم أشعر إلا وأنا أتحول فورا إلى زبدة ذائبة في مقلاة، لقد ذبت فعلا وانصهرت وتحولت إلى 85 كيلوجراما من السمنة العُمانية الطازجة!

لم أتخيل أنَّ صاحبة العجيزة البديعة كانت تحمل هذا الوجه الطافح بالنور والعشق والجاذبية، لم أكن أتخيل أنَّ في هذا الكون هناك "عينين" تحملان كل هذا الإغراء والإغواء والحريق والبريق.

فلملمت بعضي قبل أن أتبعثر في الممر، وتنفست الصعداء وقلت "سبحان الخالق"!