عداء الجهلاء

 

عائض الأحمد

لم يكن من أولوياتي مُناقشة رأي أو فرض ثقافة لنقاش حول حديث مُخالف قد يقع حوله خلاف، ولست أهلا لذلك ولن أكون يومًا، ذاك المدافع الشرس حول قضايا يتداولها الجميع ويختلف حولها العامة.

ولكن الملفت والعجيب هو ذاك العداء الصامت المتربص المنتظر خطأ ما أو فعل فردي أو قضية عابرة، ذاك العداء الذي يظهر هكذا دون أسباب لم أكن أعلم بأن اختلاف البشر قد يعقد المسائل الإنسانية إلى هذا الحد حد التراشق والنعت بأبشع الألفاظ وإظهار روح العنصرية الكامن في خلفياتهم الثقافية وكأن كل طرف يملك الحق في نعت الآخر فهؤلاء الصفوة وهؤلاء صفوة الصفوة.

حديث بليد "غبي" يصدر من مُثقفين أو ممن كنت أظنهم كذلك، سحقوا كل معاني الأخوة والمحبة واعتلى كلٌ منهم منبر الخطابة أنا اسمعكم الحق من يُريد أهلا به ومن له رأى آخر فسحقاً له ولرأيه.

يجوز لنا أحبتي ما لايجوز لغيرنا ويحرم عليهم كل ما يحلو لنا، عصارة أفكار جاهلية تستحضر كل من رفضها من قرون ماضية وتسقطها علينا وتدعونا أن نعتنقها، دون سؤال أو استبيان لماذا وكيف.

 

 لم يكن يدور بخلدي يوماً ذاك السجال الذي يقطر "دم" الحقد والكراهية "ورائحة"العنصرية الفجة تفوح منه تزكم الأنوف لمجرد أن طلب أحدهم دخول منزل تلك العائلة فتقاطروا وتحدوا صفا واحدا على شخص واحد لم يكن له صاحب أو "شريك" من أنت؟ وماذا تريد؟ ومن أرسلك؟ ومن قال لك؟ ومن ومن، وكانت صدمته في أقربهم معرفة به وأكثرهم معايشة له، لم يشفع له سنين قضاها بينهم

 وهل تعتقد بأنَّ عمرا أفنيته "غربة" كان حبًا فيك أو ولاء لبلدك أو قومك، ليس كما كنت تظن أنا هنا الآن، وعليك أن تعود حيث أتيت فليس لك مكان في "شعب أنا ومن بعدي كل الأصدقاء والأهل والحلفاء" وكل من تشاء.

كنت أقرأ كثيرا عن الإخوة الأعداء فرأيت الإخوه الجهلاء.

 

ومضة:

أنا من طرق بابك ليس طمعًا فيما لديك، بل حباً أنت لا تملكه.

 

يقول الأحمد:

ستظل الحياة تكتب سطراً وتمحو سطراً حتى تبلغ النهاية.

الأكثر قراءة