يوشيهيدي سوجا يسعى لهيكلة النظام المصرفي ودعم "التيسير النقدي"

"ابن مزارع الفراولة" يقود اليابان على نفس خطى آبي.. والسياسة الخارجية "ملف مقلق"

 

 

ترجمة - رنا عبدالحكيم

وصفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية رئيس الوزراء الياباني الجديد يوشيهيدي سوجا، بأنه بارع في إنجاز المهام؛ نظرًا لمنصبه السابق رئيسًا لمكتب رئيس مجلس الوزراء لفترة طويلة في عهد سلفه شينزو آبي، ساعد خلالها في صياغة وتنفيذ العديد من أهم المبادرات على مدار السنوات السبع الماضية. قبل أن تستدرك بأنه "وفي الوقت نفسه، يُنظر إليه أيضًا على أنه سياسي يفتقر إلى الكاريزما".

وربطت المجلة بين إعلان سوجا عن خططه المقبلة، ومصير اليابان العودة إلى دورة رؤساء الوزراء التي لم تدم طويلاً "والتي لا تُنسى"، والتي تناور بها فصائل داخل الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي حكم اليابان طوال الـ75 عامًا الماضية تقريبًا.

وكان سوجا انتُخِب زعيما للحزب، أمس الأول الإثنين، وسيعين رئيسا للوزراء هذا الأسبوع ليحل محل آبي الذي استقال فجأة قبل أسبوعين بسبب اعتلال صحته. وفي حين أن العديد من الشخصيات البارزة مثل آبي وُلدوا في عائلات سياسية قوية، فإن سوجا هو ابن مزارع الفراولة الذي شق طريقه في العالم السياسي؛ حيث بدأ كمساعد المشرِّع. وهو أيضًا مدمن عمل شهير؛ حيث يبدأ في الخامسة صباحًا سبعة أيام في الأسبوع، وينام معظم الوقت في عنبر للنوم بالقرب من مكتبه.

وقال سوجا بعد التصويت: "نحتاج أن نرث السياسات التي يروج لها رئيس الوزراء آبي حتى يتسنى لنا التغلب على هذه الأزمة، ولكي يتمتع كل فرد بحياة آمنة ومستقرة". وأضاف: "أدرك أنني أحمل هذه المهمة."

وأدى مزيج سوجا وآبي إلى إنجازات حقيقية، كما يتَّضح من إعلان نهاية الأسبوع أن اليابان ستكون أول من لديها اتفاقية تجارة حرة واسعة النطاق مع المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأجريت المفاوضات في وقت شبه قياسي بلغ ثلاثة أشهر فقط. بينما من المتوقع أن تذهب الشهرة السياسية الرئيسية إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فإن الصفقة تمثل مسارًا قويًا لإدارة آبي المنتهية ولايتها، والتي لعب سوجا دورًا رئيسيًا فيها.

ومن المتوقع أن تكون مبادرات سياسة سوجا الخاصة إلى حد كبير على الجانب المحلي، إذ إنه يريد المساعدة في هندسة إعادة هيكلة النظام المصرفي الإقليمي المثقل بالديون ويدفع لخفض رسوم الهاتف المحمول. ومن المتوقع أيضًا أن يظهر دعمًا قويًّا لبرنامج التيسير النقدي الهائل من قبل البنك المركزي.

إلا أنَّ "فوريس بوليسي" في الأخير قال إنَّ شوقا سيواجه في ملف السياسة الخارجية بعضًا من أكبر تحدياته، وأبرزها كيفية التعامل مع الصراعات المتصاعدة بسرعة مع الصين، منوهةً بأنَّ سوجا لا يتحدث سوى القليل من اللغة الإنجليزية، ونادرًا ما قام برحلات خارجية للقاء زعماء أجانب.

ويود المسؤولون اليابانيون التأكيد على أهمية التحالف الأمني بين الولايات المتحدة واليابان، وفي الوقت نفسه، لم تنس اليابان أن الصين تظل حيوية لاقتصادها.

تعليق عبر الفيس بوك