في ظل الرغبة المجتمعية العارمة للعودة إلى "ما يشبه الحياة الطبيعية"

"الموجة الثانية": توقعات بزيادة "كارثية" لإصابات "كورونا" خلال أسابيع في أمريكا

◄ عالم أوبئة بجامعة جونز هوبكنز: لست قلقا من حدوثها.. لكن ما حجمها؟

◄ جامعة واشنطن: 1907 وفيات المعدل اليومي "المرجح" في 3 نوفمبر.. والذروة 2800 وفاة يوميا

◄ "السيناريو الأسوأ": 410 آلاف وفاة بكورونا في أمريكا بنهاية 2020

 ترجمة - رنا عبدالحكيم

أطلقَ خبراءُ الأمراض المعدية تحذيرات شديدة من زيادة محتملة في حالات الإصابة بفيروس كورونا؛ تزامنًا مع تراجع درجات حرارة الطقس، فيما بات يعرف بـ"موجة ثانية"، يخشاها العالم، في ظل استمرار المعدلات المرتفعة من الإصابات والوفيات، على نطاق كارثي.

وبحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، فمن المحتمل أن تبدأ هذه الموجة الثانية في الولايات المتحدة، قبل 3 نوفمبر، أي موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، على الرغم من أن الخبراء الباحثين يفترضون أن ذروة هذه الموجة وشيكة وعلى بعد أسابيع معدودة. ولن تكون موجة الخريف من "كوفيد 19"، المرض الناجم عن فيروس كورونا المستجد، مفاجأة في أكتوبر، فقد افترض الباحثون منذ وقت مبكر من الوباء ذلك، بعد دراسة أنماط فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى.

وقال إيلي كلاين عالم الأوبئة في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: "شعوري أن هناك موجة قادمة، وما يقلقني هو ليس إذا كانت قادمة، ولكن حجمها".

والوباء بالفعل قضية مهيمنة على الحملة الانتخابية في أمريكا، وليس من الواضح ما إذا كان حتى الارتفاع في الوفيات سيحد من قوة السباق الرئاسي. ويمكن أن يؤدي تفشي المرض في بعض الولايات أيضًا إلى زيادة الضغط على عملية الاقتراع والتأثير على نسبة الإقبال؛ حيث سيشعر الناخبون الراغبون في الإدلاء بأصواتهم بعدم الأمان عند الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

وعادة ما تبدأ فيروسات الجهاز التنفسي في الانتشار بسهولة أكبر بعد أسبوعين من استئناف الدراسة في المدارس. وعلى الرغم من أن الوباء دفع العديد من المناطق التعليمية إلى تطبيق التعلم عن بُعد، إلا أن هناك دفعة واسعة في جميع أنحاء البلاد للعودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية. وتميل الفيروسات إلى الانتشار بسهولة أكبر في الطقس الأكثر برودة والأقل رطوبة، مما يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة لفترة أطول. ومع برودة الطقس، يميل الناس إلى التجمع أكثر في الداخل.

وللفيروس التاجي فترة حضانة طويلة نسبيًا، ويميل تطور المرض لدى المرضى المصابين بأمراض مزمنة إلى الاستمرار على مدار عدة أسابيع. ونتيجة لذلك، فإن أي ارتفاع في الوفيات سيكون نتيجة ارتفاع في العدوى. وانتشرت العدوى دائما مع تخفيف أوامر الإغلاق ورفع القيود الأخرى.

ويتنبأ نموذج أنتجه معهد المقاييس الصحية والتقييم بجامعة واشنطن وتم نشره يوم الجمعة أن عدد الضحايا اليومي "المرجح" سيبلغ 1907 وفيات في يوم الانتخابات (3 نوفمبر)، أي ضعف العدد الحالي تقريبًا. ووفقًا لتوقعات المعهد، ستستمر الأرقام في الارتفاع حتى أوائل ديسمبر، لتبلغ ذروتها عند أكثر من 2800 حالة وفاة يوميًا.

وبحلول نهاية العام، سيكون 410000 شخص في الولايات المتحدة قد ماتوا وفقًا للسيناريو الأكثر ترجيحًا للنموذج. وهذا أكثر من ضعف الوفيات الحالية. وأنتج النموذج أيضًا سيناريوهات أفضل الحالات وأسوأها- تتراوح من 288000 إلى 620000 حالة وفاة بحلول الأول من يناير 2021- اعتمادًا على درجة ارتداء الأشخاص للكمامات، والتزامهم بالتباعد الجسدي واتخاذ الاحتياطات الاحترازية الأخرى.

وقال أندرو نويمر عالم الأوبئة بجامعة كاليفورنيا "أعتقد اعتقادا راسخا أننا سنرى موجات ثانية، بما في ذلك في الأماكن التي انتهت من موجاتها الأولى." وأضاف "أتوقع أن تبدأ موجات الخريف في منتصف أكتوبر وتزداد سوءًا مع اقتراب فصل الشتاء، وتصل إلى ذروتها بعد الانتخابات بالتأكيد. وستبلغ ذروتها في بعض الأماكن قرب عيد الشكر (26 نوفمبر)، وستبلغ ذروتها في بعض الأماكن قرب عيد الميلاد (25 ديسمبر)، وبعض الأماكن حتى يناير وفبراير."

وثمة مجموعة صغيرة من الأدلة على أن الشخص الذي يصاب بالفيروس يكتسب قدرًا محدودًا من المناعة. لكن مؤشرات أخرى تظهر أن بعض الأشخاص عرضة للإصابة بالعدوى مرة ثانية.

وفي جامعة جونز هوبكنز، يناقش الأطباء ما يسمونه (Surge 2.0)؛ حيث يتصورون حالات تفش يمكن أن تتسب في تكدس المستشفيات بمرضى كوفيد 19. وقالت ليزا لويرد ماراجاكيس الأستاذة المساعدة في كلية الطب والأمراض المعدية: إنَّ الزيادات الأقل كارثية يمكن أن تعرقل أنواعًا أخرى من الرعاية الطبية غير المرتبطة بفيروس كورونا. وأضافت ماراجاكيس: "على الرغم من وجود العديد من الحالات، وتعرضنا لعدد كبير من الوفيات المأساوية، إلا أن الغالبية العظمى من الأشخاص ليسوا محصنين ضد هذا الفيروس. فبدون علاج أو لقاح، ما زلنا في وضع يعتمد فيه انتقال الفيروس بشكل كبير على سلوكياتنا كل يوم".

تعليق عبر الفيس بوك