"فورين بوليسي" تكشف تفاصيل زيارة بومبيو "الغريبة" إلى السودان

ترامب يستل سيف "التطبيع" لترجيح كفة الانتخابات الرئاسية لصالحه

 

ترجمة - رنا عبدالحكيم

كشفتْ مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تفاصيلَ زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو إلى السودان، الشهر الماضي، وقالت إن السودان، أو العقوبات المفروضة عليها، أو انتقال البلاد إلى الديمقراطية بعد عقود من الديكتاتورية، لم تكن البند الرئيسي للمحادثات، وإنما إسرائيل - بحسب ما قالت إنه رواية لثلاثة أشخاص اطلعوا على الزيارة.

وتابعت المجلة بأنه وخلال اجتماع خاص للتوصل إلى تفاصيل صفقة لإزالة السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، حث بومبيو رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك فجأة على الاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبدء تطبيع العلاقات بين البلدين. وأنَّ بومبيو قال إن هذه البادرة ستسهل عليه إقناع الكونجرس بشطب السودان من قائمة الإرهاب.

وبحسب تقرير "فورين بوليسي" -الذي نشرته بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر "تويتر" بأن البحرين وافقت أيضًا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل- فإنَّ طلب بومبيو أصاب الجانب السوداني بالدهشة الشديدة، وأنَّ حمدوك رفض العرض موضحًا أن حكومته لا تملك تفويضا لمثل هذه الخطوة المهمة، وأنَّ بومبيو حاول في وقت لاحق مرة أخرى مع ضابط كبير بالجيش السوداني، لكنه رفض أيضًا، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.

وبالمقابل، رأت المجلة أن إعلان ترامب تطبيع العلاقات الكامل بين البحرين وإسرائل، يُمثل انتصاراً لإدارة الرئيس الأمريكي، التي أصبحت هذه الاتفاقيات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحملة إعادة انتخابه، كما تشكل نجاحًا للسياسة الخارجية بعد أن تعثرت جهود الإدارات الأخرى سواء كانت خطة سلام محكوم عليها بالفشل في الشرق الأوسط، أو تقليص طموحات كوريا الشمالية النووية، أو تغيير سلوك الصين الجائر، أو احتواء برنامج إيران النووي.

ونقلت "فورين بوليسي" عن حسين إيبش الباحث المقيم البارز في معهد دول الخليج العربي -وهو مركز أبحاث مقره واشنطن يتلقى بعض التمويل من الإمارات- قوله: "يمكن لترامب أن يجادل في أن دبلوماسيته الشخصية والمعاملات قد حققت ما لا تستطيع أن يفعله المهنيون الأغبياء". وأضاف: "هذا صحيح. لقد نجحت في هذه الحالة. لكنه لم ينجح في أي مكان آخر".

تقرير المجلة أبرز كيف أصبحت إسرائيل اليوم عاملاً مساعدًا للدبلوماسية الأمريكية، ليس فقط في المنطقة، بل كجزء من جهود الإدارة الأمريكية الحالية لتعزيز جاذبيتها الانتخابية للمسيحيين الأمريكيين قبل انتخابات متنازع عليها بشدة. وقال التقرير إنَّ جهود إدارة ترامب للتوسط في المفاوضات بين صربيا وكوسوفو تضمنت بندًا يقضي بأن تنقل بلغراد سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، كما فعلت الولايات المتحدة، رغم أن التقارير تشير إلى أنَّ الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لن يتخذ الخطوة إذا اعترفت إسرائيل بكوسوفو. وتابع التقرير بأنَّ الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو أصبح أيضًا حليفًا غير محتمل وراء مساعي البيت الأبيض للتطبيع الإسرائيلي، معلناً التزامه بـ "التعايش السلمي" بين إسرائيل وفلسطين في بيان أمريكي-برازيلي مشترك مارس الماضي، مع التزام نجل الرئيس بتحريك سفارة الأمة في القدس عام 2020.

وكان ترامب قد أشار في إعلانه عن "تطبيع البحرين"، إلى أنَّ الرياض لن تكون بعيدة عن الركب، لافتًا إلى المملكة العربية السعودية "التي تهددها إيران بشكل متزايد" (حسب وصفه) قامت بمبادرات سرية مع إسرائيل في السنوات الأخيرة.

وقال الرئيس الأمريكي -في تصريحات مقتضبة للمكتب البيضاوي يوم الجمعة كذلك- بعد أن نشر البيان المشترك على تويتر: "نعتقد في النهاية أننا سنضم معظم الدول، وسيكون الفلسطينيون في وضع جيد للغاية". وأضاف، في إشارة إلى الدول العربية الأخرى والفلسطينيين الذين يعترفون بإسرائيل: "سيرغبون في القدوم لأن جميع أصدقائهم موجودون".

وأثارت القرارات المتتالية للاعتراف بإسرائيل غضبًا فوريًا من الجانب الفلسطيني الذي شعر بأنه مُستبعد من محادثات السلام في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة، ووصفت السلطة الفلسطينية تطبيع البحرين للعلاقات مع إسرائيل بـ"خيانة للقدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية"، وسحبت سفيرها من المنامة، بعدما أعلنت في وقت سابق أنها ستقيل مبعوثها من الإمارات.

تعليق عبر الفيس بوك