أحمد السلماني
ردُود فعل متباينة بين مُختلف أطياف الوسط الرياضي بالسلطنة بين مُؤيِّد ومعارض لقرار تأجيل انتخابات الاتحادات الرياضية بعد انتهاء دورتها، بل إنَّه مثَّل صَدمة، خاصَّة لأولئك الذين قدموا ملفات واستمارات ترشحهم للدورة المقبلة 2020-2024.
فالتهافُت على الترشح كان واسعا، وشخصيًّا لم أكن أتوقعه، ولم أجد له تفسيرًا منطقيًّا، خاصة مع عودة ترشح أسماء جاثمة على عضوية هذه الاتحادات منذ ما يقارب الـ8 سنوات، أو حتى في الدورة السابقة، وتسبَّبت في التراجع المريع لقاعدة هذه الرياضات وللرياضة العمانية في مجملها، وكانت دائما ما تشتكي من تقلُّص الدعم المقدَّم لها، وأخرى تسببت في وأد لعبات بأنديتها واليوم تترشَّح لرئاسة أو عضوية تلك الرياضة!! فيما تقدَّمت أسماء كانت لها إضاءات جميلة في رياضتنا، وابتعاد أسماء عن الترشح رغم مُطالبتها بذلك يقينا منها بأنَّ الجو العام لم ولا يزال غير مُحفِّز.
شخصيًّا.. ومعي طيف واسع جدا من المهتمين بالشأن الرياضي المحلي، كُنا قد عبرنا وطالبنا مرارا وتكرارا بتأجيل هذه الانتخابات حتى يتم إعادة صياغة القوانين والتشريعات التي تضمن وصول الكفاءات وفق معايير فنية ومهنية عالية، ترقى واستعراض المترشحين لملفاتهم ورؤاهم للأربع سنوات المقبلة لتحقيق أهداف مُعلنة يُثابون عليها حال تحقيقها ولو بنسب معينة وفق اجتهاداتهم، وفي المقابل يحاسبون عليها حال الإخفاق أيضا.
واليوم.. فإنَّ المنظومة الرياضية العُمانية بجمعياتها العمومية أمام اختبار وتحدٍّ حقيقي، ومن كان يوما يتشدَّق بشعارات خدمة مصلحة الوطن، فعليه أن يترجم ذلك من خلال تغليب المصلحة العامة على الخاصة، بالتعاون والعمل سويًّا كمنظومة رياضية متناسقة تبدأ بالنادي وتنتهي بالوزارة؛ في انتهاز فرصة التأجيل هذه لصياغة دورة عمل جديدة تضمَن حضورًا عمانيًّا رياضيًّا فاعلًا في المحافل الدولية، وإلغاء كلمات "المشاركة" و"رفرفة العلم" من قاموس رياضتنا.
دَواع ودوافع وأسباب عديدة لاتخاذ قرار تأجيل الانتخابات؛ أهمها على الإطلاق: تهيئة القاعدة والمناخ المحفز لعمل مفاصل الرياضة لدينا من أندية ولجان واتحادات ولجنة أولمبية بعد دراسة الوضع العام للرياضة العمانية من قبل القيادة الرياضية؛ وبالتالي إعادة هيكلتها بما يحقق طموحات الوسط الرياضي؛ فلربما تضطر إلى دمج اتحادات ولجان، وإلغاء بعضها، ويتحدثون عن دمج أندية أيضا، وهذه لها وعليها وتحتاج إلى دراسة عميقة جدًّا، وكل ذلك يتوافق والسياسة العامة للسلطنة في نهضتها المتجددة.
لذا.. ما جدوى أن تنتظر الوزارة 4 سنوات عِجَاف أخرى لإعادة ترتيب ملفات المنظومة الرياضية، وهي من يُنتظر منها وضع قراءة جديدة لمستقبل الرياضة العمانية عنوانها "التنافسية والتفوق"؟!!! ربما عليَّ أن أذكِّر كل من تعاقب على إدارة كافة مفاصل رياضتنا على مدى 5 عقود بأنَّ السلطنة ضمن 73 بلدا حول العالم لم تتقلَّد أي ميدالية أولمبية رغم كل الملايين وربما المليارات التي ضُخَّت من أجل ذلك.. فهل أنتم مُتَّعِظون؟