خبراء: التوقف المؤقت لتجارب "لقاح أكسفورد" تأكيد على "الحذر الشديد"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

أثار التوقف المفاجئ لجهود تطوير لقاح مضاد لمرض "كوفيد 19" الذي تعكف عليه جامعة أكسفورد، مخاوف من التأخير في إيجاد حل لقيود فيروس كورونا حول العالم.

وقال مُتحدث باسم شركة أسترازينيكا المطورة للقاح مع الفريق الأكاديمي بأكسفورد، إنَّ التوقفَ الطوعي "إجراء روتيني". وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومات حول العالم دعمها لهذا اللقاح، فإنَّ تفاصيل "المرض غير المبرر المحتمل" لأحد المشاركين في التجربة أضفى ضبابية على الجهود.

صحيفة "ذا جارديان" البريطانية رصدت مجموعة من المعلومات حول اللقاح، وتبعات تأخُّر إنتاجه.

ماذا حدث لتجربة لقاح جامعة أكسفورد؟

أكَّدت شركة الأدوية البريطانية السويدية أسترازينيكا أن أحد المتطوعين في التجارب السريرية بالمملكة المتحدة أصيب بمرض غير مُبرَّر. وقالت الشركة إنها اتخذت قرارا بوقف التجارب طواعية. وتوقفت جميع تجارب هذا اللقاح، والتي شملت حتى الآن ما لا يقل عن 17000 شخص في جميع أنحاء المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا. وكان اللقاح قد ولّد سابقًا استجابات مناعية قوية، ويمر حاليًا بالمرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وهي الخطوة الأخيرة قبل الموافقة على اللقاح وطرحه في الأسواق. ولم تكشف الشركة عن تفاصيل "المرض غير المبرر"، لكن وفقًا لتقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن أحد المتطوعين في التجارب بالمملكة المتحدة تعرض لالتهاب النخاع الشوكي المستعرض، وهو التهاب عبر الحبل الشوكي. ومع ذلك، لم تعلق أسترازينيكا على التقرير. وحرص التقرير على ملاحظة أن توقيت التشخيص، وما إذا كان مرتبطًا بشكل مباشر بلقاح أسترازينيكا، لا يزال غير معروف.

ماذا يعني ذلك للقاح؟ وإلى متى سيظل إيقافه؟

بينما يتمُّ إيقاف جميع التجارب مؤقتًا، ستقوم لجنة مستقلة بمراجعة بيانات السلامة الخاصة بالفيروس لتحديد ما إذا كان المرض الذي تم الإبلاغ عنه في المشارك في التجربة يمكن أن يُعزى إلى اللقاح، أو ما إذا كان مرضًا غير ذي صلة أصيب به. وقال البروفيسور روبرت بوي أستاذ علم اللقاحات بجامعة سيدني، لصحيفة جارديان إن التحقيق في المرض؛ إذا ثبت أنه غير مرتبط باللقاح، فقد يعني توقف تجارب اللقاح لمدة أقل من أسبوع وحد أقصى شهر واحد. ويعتقد بوي أن التوقف "هو على الأرجح نتاج الحذر الشديد" بدلاً من كونه مشكلة في اللقاح.

هل هذا شائع؟ وهل تم إيقاف تجارب اللقاح مؤقتًا قبل ذلك ثم حصل على موافقة لاحقًا؟

نعم، وذلك وفقًا لشركة أسترازينيكا، التي وصفت هذا التوقف بأنه "إجراء روتيني". وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إيقاف هذا اللقاح بشكل خاص منذ بدء التجارب في أبريل. وبشكل عام، يقول الخبراء الطبيون إن إيقاف التجارب أمر شائع؛ حيث يعتقد بوي أن التوقف المؤقت هو في الواقع علامة "واعدة" على الصرامة في عملية التطوير. وأضاف أنه تم الإبلاغ عن هذه الحادثة بالذات على نطاق واسع لأن "عيون العالم على هذا اللقاح"، وأن توقف التجربة كان على الأرجح نتاج الحذر الشديد". ومضى قائلا: "ربما كان هذا مجرد حمى شديدة، وقد يتضح أنه مصاب بالتهاب الزائدة الدودية... أراهن أنهم سيجدون شيئًا في هذا المشارك ليس له علاقة باللقاح. وسيستغرق الأمر من أسبوع إلى أسبوعين للتأكد من ذلك، ومن ثمَّ سيعيدون تنفيذ التجربة على الأرجح في غضون شهر".

ماذا لو حددت المراجعة أن هذا مرض غير ذي صلة باللقاح؟

يرى الخبراء أنه ستستأنف التجارب، ويعتقد بوي أن هذه ستكون النتيجة الأكثر ترجيحًا، كما يرى أنه لا يزال من الممكن تقديم اللقاح بحلول بداية عام 2021.

ماذا لو وجدت المراجعة أن مرض المشارك سببه اللقاح؟

إذا تمَّ اكتشاف المزيد من حوادث التفاعل الضار بين مشاركين آخرين في التجربة، أو إذا ثبت أن التفاعل قد نتج عن اللقاح؛ فمن غير المرجح أن يكون لقاح أوكسفورد أول لقاح يتم طرحه في الأسواق.

هل هذا اللقاح أملنا الوحيد؟

لا.. لقاح أكسفورد هو واحد من ستة لقاحات في المرحلة الثالثة من التجارب (الخطوة الأخيرة قبل الموافقة) حول العالم.

وتعهد الرؤساء التنفيذيون لتسع شركات تعمل على تطوير لقاحات مختلفة، بما في ذلك أسترازينيكا، لإضافة إلى بيوتك و جلاكسو سيمثكلاين وجونسون آند جونسون، وميرك، ومودرنا ونوفافاكس وفايزر وسانوفي على تقديم "التزام موحد لدعم نزاهة العملية البحثية؛ حيث إنها تعمل من أجل الإيداعات التنظيمية العالمية المحتملة والموافقات على لقاحات كوفيد 19 الأولى".

ما مدى احتمالية وجود لقاح الآن؟

يعتقد بوي أنه لا ينبغي شطب لقاح أكسفورد بناءً على رد فعل هذا المريض. وقال إنه إذا كان المرض مرتبطًا باللقاح، فإنه لا يزال متفائلًا بأن أحد اللقاحات الستة الموجودة حاليًا في المرحلة الثالثة ستتم الموافقة عليه وإطلاقه بحلول بداية العام المقبل.

تعليق عبر الفيس بوك