"فوبيا عام الأزمات".. العالم يقترب من نهاية مفتوحة لـ2020

ترجمة - رنا عبدالحكيم

أظهر تقرير لوكالة "بلومبرج" الإخبارية جُملة مَخاوف جديدة من المستقبل رأى أنها تُشكل نهاية غير مؤكدة لهذا العام، مؤكدًا أنَّ آمال الانتعاش الاقتصادي العالمي لا تتوقف فقط على تلاشي أزمة الفيروس التاجي، فالمخاوف متعددة، حيث كما قد يؤدي الشتاء القادم في نصف الكرة الشمالي إلى موجة أخرى من الفيروس مع استمرار انتظار اللقاح؛ فإنَّ هناك توقعات بانتهاء إجراءات الدعم الحكومي للعمال والقطاعات المتأثرة حول العالم، إضافة لتزايد حدة التوترات بين أمريكا والصين.. وغيرها من المعطيات.

وتشير البيانات الحالية إلى توقف الانتعاش في الاقتصادات المتقدمة الرئيسية؛ وقال يواكيم فيلس المستشار الاقتصادي العالمي في شركة باسيفيك إنفستمنت مانجمنت، لتلفزيون بلومبرج: "لقد شهدنا ذروة انتعاش. ومن الآن فصاعدًا، يتلاشى الزخم قليلاً". وقالت الوكالة إنَّ هذه المؤشرات تؤسس لعمل توازن دقيق للحكومات؛ لقد ضخوا ما يقرب من 20 تريليون دولار في الدعم المالي والنقدي، لإعادة الاقتصاد إلى وضعه الطبيعي قدر الإمكان.

ففي الولايات المتحدة، انخفض معدل البطالة بشكل حاد في أغسطس وكان سوق الإسكان نقطة مضيئة. ويستشهد المتفائلون في هذا السياق بانتعاش الصين المطرد كدليل على أين يتجه بقية العالم، بينما تنشر ألمانيا بعض البيانات الصناعية الجيدة أيضًا، فيما بدأت الأسواق الناشئة استراحة من تراجع الدولار.

ولفت تقرير "بلومبرج" إلى أنَّه من المحتمل أن يتطلب الأمر من صانعي السياسة زيادة جهودهم التحفيزية، في وقت يتطلع فيه البعض إلى تقليصها بدلاً من ذلك. وعلى الرغم من كل التقدم العلمي في اللقاحات، فإنها لن تكون متاحة في أي وقت قريب على النطاق المطلوب للسيطرة الشديدة على الفيروس، وهو شرط أساسي للعمل كالمعتاد.

وخلال هذا الشهر، أشارت بعض أشهر العلامات التجارية الصناعية في العالم إلى اقتراب خفض الوظائف؛ حيث تخطط شركة A.P. Moller-Maersk A / S لإجراء إصلاح شامل من المقرر أن يؤثر على الآلاف في أكبر شركة شحن حاويات في العالم. كما ستخفض شركة فورد موتور حوالي 5٪ من موظفيها الذين يتقاضون رواتب في الولايات المتحدة، وستلغي شركة يونايتد إيرلاينز هولدنجز 16 ألف وظيفة الشهر المقبل مع تقليص عملياتها. وفي الصين -التي احتوت الفيروس قبل أشهر- لا يزال المستهلكون مترددين في الإنفاق وسجلت أكبر البنوك في البلاد للتو أسوأ انخفاض في الأرباح منذ أكثر من عقد مع تضخم الديون المعدومة.

ويُواصل المشرعون الأمريكيون المساومة على المزيد من الحوافز المالية، والتي قد تكون ضرورية للحفاظ على الانتعاش في أكبر اقتصاد في العالم.

وفي أوروبا، تتلاشى مقاييس النشاط، وتحاول المصانع خفض التكاليف نظرًا لتأثيرات ضعف الطلب وتخفيضات الأسعار التي تضغط على هوامش الربح. كما حذر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي أعلن استقالته الشهر الماضي لأسباب صحية، في مؤتمر صحفي من أن "الشتاء قادم" وأن الأمة ستحتاج إلى الاستعداد لاحتواء الفيروس.

تعليق عبر الفيس بوك