أنيسة الهوتية
كورونا وكما وصفتها جارتي الخالة رضية بالـ"موقوروف" على كل السلبيات والأذى النفسي والاجتماعي والمالي الذي تعرَّضت له البشرية بسببها إلا أننا يجب أن نعترف بأنَّه كانت لها أيضاً ارتدادات إيجابية في بعض النواحي ولا يحتاج أن نذكرها لأنَّ الأغلب يعلم نقاط التأثر السلبي والإيجابي في محيطه وبيئته التي يعيش فيها، وبما أنَّ الحياة الطبيعية بدأت ترجع تدريجياً بهدوء تام وليس كدفعة واحدة حتى لا يختنق الإنسان فجأة، وها قد قد تمَّ فتح المولات، والأسواق، والحلاقين، والصالونات، والخياطين وأغلب الأنشطة الحياتية التي كانت مُقفلة لحماية الفرد من الإصابة بتلك الجائحة والتي رغم تلك الإجراءات الاحترازية الشديدة جداً كانت الإصابات بها في أوجها! وعندما تمَّ تخفيف القيود قلَّت الإصابات! ولربما سنقتنع هنا بأنَّ الوعي والحرص قد زادا لدى المجتمع.
وبما أنَّ الأنشطة الحياتية قد رجعت وأغلب الأعمال المُتوقفة قد تمَّ فتحها والمُواطنون المقطوعة أرزاقهم قد بدأوا يسترزقون لدنياهم الآن، فعلى الجهات المسؤولة والمعنية فتح المساجد والإذن بصلاة الجماعة حتى يسترزق المؤمنون وعباد الله أجر صلاة الجماعة لآخرتهم! وكما تمَّ وضع القيود والشروط في أغلب الأنشطة والأماكن، أن يتم وضعها كذلك في المساجد، مثلاً، تعقيم المساجد قبل كل صلاة وبعدها بالبخاخات، وعلى المُصلين القدوم إلى المسجد وهم على وضوء، ويجلبون معهم سجاداتهم من بيوتهم! وعدم التصافح، والحضن، ووضع مسافة أمان بين كل مصلٍ وآخر، ومنع جلب الأطفال والقُصَّر إلى المسجد، وأيضاً عدم الإطالة في الجلوس في المسجد والسوالف أو التجمع أمام المسجد!
أعتقد وبما أنَّ هذه الجائحة ليست مستعدة لتُغادر الكرة الأرضية قريباً، فإنِّه علينا نحنُ البشر أن نتكيف معها ونعيش حياتنا الطبيعية مع وضع بعض شروط وقيود الأمان والصحة والسلامة، ومن الطبيعي أن تكون القيود مُزعجة لمن لم يعتد عليها ولكن إن كانت تُؤمِّن لنا سلامتنا فإننا وبدون أدنى شك سنتقبلها وإن لم يكن قبولاً رحباً.
ومن ضمن الأنشطة الراكدة التي يجب أن تنشط أيضاً حركة الطيران، وفتح المطارات، والأنشطة الرياضية المُختلفة، والدورات التدريبية، وإقامة الفعاليات الترفيهية، السياحية، التجارية، الثقافية مع حصر عدد المشاركين فيها والداخلين إليها واشتراط لبس الكمامات والقفازات ووجود المعقمات وعدم التلامس، وأجهزة قياس الحرارة وأيضاً لبعض الأنشطة وجود شهادة فحص كوفيد19 السلبية!
ولبس الملابس القطنية الضاغطة الساترة لكامل الجسم للإناث والذكور تحت الملابس اليومية، أو بدلات الفعاليات الرسمية، لمنع أي تسرب فيروسي من العرق مثلاً! مع لبس "البالطوات" النايلون!
ومع هذا كله نتمنى أيضاً فتح الجامعات والكليات والمدارس، والرياض والحضانات كذلك، مع وضع قيود صحية تُشرف عليها وزارة الصَّحة ووزارة التربية والتعليم، والأمر المُخيف بالنسبة للمدارس هو التزاحم في أوقات الطابور، الفسحة، والطلقة، وعلاج هذه المشكلة هو استقبال صفوف معينة في أيام مُعينة وليس كل التلاميذ في وقت واحد، مثلاً أن يُخصص السبت لاستقبال تلاميذ الصفوف الأول والثاني والثالث، والأحد تلاميذ الصفوف الرابع والخامس والسادس، وهكذا إلى أن يتم توزيع أيام الأسبوع على عدد التلاميذ والصفوف بتساوٍ وبالتالي يحصل كل طلاب كل صف دراسي على حقهم من الدراسة الحاضرة، مع الاستمرار بالدراسة عن بُعد في الأيام التي لا يحضرون فيها إلى المدرسة.
أما بالنسبة للروضات والحضانات فيجب حصر عدد الأطفال المسجلين لديهم نسبة وتناسباً مع مساحة الروضة والحضانة وكذلك عدد المشرفات، والتأكد من عدم اختلاط الأطفال ببعضهم البعض والتواصل الجسدي عن قرب.
وطبعاً تواجد الأجهزة الذكية لكشف درجة الحرارة على بوابات الدخول مع أجهزة رش المعقمات.