4 % منهن بحاجة إلى العناية المركزة

دراسة: "نسبة كبيرة" من الحوامل المصابات بـ"كوفيد 19" لا تظهر عليهن أعراض

ترجمة- رنا عبدالحكيم

أزاحت دراسة علمية النقاب عن أنَّ النساء الحوامل في المستشفى المصابات بفيروس كورونا أقل عرضة لظهور أعراض المرض عليهن، الأمر الذي قد يُعرضهن لخطر الدخول إلى العناية المركزة دون سابق إنذار، وذلك بالمُقارنة مع النساء غير الحوامل في نفس العمر حال إصابتهن، على ما نشرت صحيفة ذا جارديان البريطانية.

ويظهر تحليل لنحو 77 دراسة أجريت على مستوى العالم نشرت في المجلة الطبية البريطانية، أن 11432 امرأة حاملاً دخلت المستشفى شُخصت حالتهن بالاشتباه في الإصابة بكوفيد- 19 أو تمَّ تأكيد الإصابة. وأظهرت النتائج أن النساء الحوامل قد يكنّ أكثر عرضة للحاجة إلى الدخول إلى العناية المركزة، مقارنة مع النساء غير الحوامل في ذات السن، كما هو الحال مع فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى مثل الأنفلونزا. ويمكن أن يُعزى ذلك جزئيًا إلى فهم أن الجهاز المناعي للأم غالبًا ما يتعرض للخطر لحماية الطفل، وأن الرئتين ونظام القلب والأوعية الدموية- حيث يهاجم الفيروس التاجي- يتعرضان بالفعل لضغوط أثناء الحمل. وأكدت النتائج أنه مقارنة بالنساء غير الحوامل في سن الإنجاب، كانت النساء الحوامل وحديثًا المصابات بكوفيد-19 أقل عرضة للإبلاغ عن أعراض الحمى.

وقالت الباحثة في الدراسة شاكيلا ثانجارأتينام أستاذة صحة الأم والولادة في جامعة برمنجهام البريطانية، إن حوالي ثلثي النساء غير الحوامل اللاتي دخلن المستشفى مصابات بكوفيد-19 أبلغن عن أعراض مثل الحمى والسعال وصعوبة التنفس، لكن نسبة كبيرة من النساء الحوامل المصابات بكوفيد قد لا تظهر عليهن الأعراض. وأضافت أنَّ نحو 4 من بين كل 100 امرأة حامل مصابات بكوفيد-19، يبدو أنهن بحاجة إلى رعاية مركزة، موضحة أنَّ "الخطر العام- أي الخطر الفعلي في حد ذاته منخفض- لكن بالمقارنة مع النساء في سن الإنجاب غير الحوامل، يبدو أن النساء الحوامل يدخلن إلى وحدات العناية المركزة بدرجة أكبر قليلاً".

وقالت ماريان نايت أستاذة صحة الأم والطفل في جامعة أكسفورد، والتي عملت مستشارا لمجموعة المُراجعة المنهجية للدراسات، إنَّ النتائج المتعلقة بالعناية المركزة تأتي إلى حد كبير من دراسة واحدة من مجموعة بيانات أمريكية كبيرة.

وأضاف ثانجراتينام أن معدل كوفيد-19 ليس "قريبًا من أي مكان" من معدل الوفيات المرتفع بين النساء الحوامل الذي شوهد في تفشي مرضي سارس وميرز.

ومع ذلك، قال الباحثون إنه تم إدخال ربع جميع الأطفال المولودين لأمهات مصابات بـكوفيد-19 في وحدة حديثي الولادة وكانوا أكثر عرضة للقبول من أولئك المولودين لأمهات غير مصابات بالفيروس، ولكن كانت هناك "مخاطر ضئيلة" لولادة جنين ميت ومعدلات وفيات حديثي الولادة.

وتماشياً مع عموم السكان، ترتفع مخاطر الإصابة بفيروس كورونا الحاد لدى النساء الحوامل مع تقدم العمر، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم، والظروف الموجودة مسبقًا.

وأوضحت ثانجراتينام أنَّ هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لمقارنة نتائج الحمل مقابل النساء اللاتي لا يعانين من كوفيد-19. وقالت: "على الرغم من أن 17% من النساء اللاتي وضعن أطفالهن قبل 37 أسبوعًا من الحمل- أي ولادة مبكرة- فإنَّ 6% فقط دخلن بالفعل في المخاض قبل الأوان وولادة الطفل، مما يجعلنا نعتقد أنَّ ذلك قد يكون ناتجاً عن عوامل أخرى... مثل سياسات المستشفى".

ويظل السؤال حول كيف تتأثر النساء الحوامل وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد بمرض كوفيد-19، سؤالا مستمرا على نطاق واسع. وعادةً ما يُجري الباحثون مُراجعات منهجية تدمج دراسات متعددة للوصول إلى توافق في الآراء، لكن في حالة كوفيد 19، وجد العلماء أنفسهم في غمرة بيانات غالبًا ما تتقادم مع مرور أشهر من النشر. لذلك شرع الباحثون- بمن فيهم علماء من منظمة الصحة العالمية- في تنفيذ مشروع يعمل على تحديث النتائج بانتظام مع توافر بيانات جديدة.

تعليق عبر الفيس بوك