أزمة دستورية مُحتملة يختم بها ترامب ولايته المثيرة للجدل

"الأمريكيون على قلب رجل خائف".. السباق الانتخابي نحو "افتقاد الثقة"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

فيما يبدو أنَّ ولَاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحالية سواءً نجح أو أخفق في الانتخابات المقررة نوفمبر المقبل، تأبى إلا أنَّ تكون الولاية الأكثر جدلا لرئيس  أمريكي على الإطلاق؛ فبالتوازي مع حصاد حوالي 4 سنوات للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، أظهر استطلاعٌ حديث -نشرت نتائجه صحيفة "ذا جارديان" البريطانية"- أنَّ 3 من كل 4 من أنصار المرشح الديمقراطي جو بايدن، قَلِقون بشأن احتمال رفض الرئيس دونالد ترامب نتيجة الانتخابات المرتقبة، إذا لم تكن في صالحه.

حيث أظهر استطلاع أجرته مؤسسة أوبينيوم ريسرش -وهي شركة استشارية متخصصة في أبحاث السوق- لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، حجم المخاوف من أنَّ الرئيس لن يقبل نتيجة سباق نوفمبر، مما قد يتسبب في أزمة دستورية. وهو استطلاعٌ يأتي بعد أسبوعين فقط مما نشره اثنان من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين من أنهما خاطبا البنتاجون للحصول على تأكيدات بأن الجيش سيضمن نقلًا منظمًا للسلطة.

وما يقرب من نصف الأمريكيين (47%) يقولون إنهم قلقون بشأن احتمال خسارة ترامب في الانتخابات، لكنهم يرفضون الاعتراف بالهزيمة، حسبما وجدت أوبينيوم. وبَيْن ناخبي بايدن، ارتفعت هذه النسبة إلى 75%، بينما بلغت 30% بالنسبة لناخبي ترامب.

وعلى العكس من ذلك، يشعر اثنان من كل خمسة (41%) من ناخبي ترامب بالقلق من أن يخسر بايدن، لكنهم لن يتنازلوا عنه، مقابل واحد من كل أربعة من ناخبي بايدن (28%). وكان ترامب قد أمضى شهورًا في نشر معلومات مضللة ومهاجمة نزاهة عملية التصويت. وأعلن في أغسطس أنَّ "الطريقة الوحيدة التي سنخسر بها هذه الانتخابات هي إذا تم تزوير الانتخابات". ويبدو أنه يحرز بعض التقدم في تشجيع الأمريكيين على عدم الثقة بديمقراطيتهم.

حيث أفصح استطلاع "أوبينيوم ريسرش"، عن أن ثلاثة من كل خمسة (60%) من ناخبي ترامب قلقون من تزوير الانتخابات، بحسب الاستطلاع. وأن أكثر من نصف ناخبي بايدن (53%) يشاركون نفس القلق، فيما يشعر ثلاثة من كل أربعة (73%) ناخبي ترامب بالقلق من استخدام التصويت عبر البريد لارتكاب عمليات احتيال.

وتصوِّت خمس ولايات بالكامل تقريبًا عن طريق البريد وتتزايد الممارسة على الصعيد الوطني مع كل انتخابات رئاسية. ومن المتوقع أن يؤدي الوباء إلى تسريع هذا الاتجاه، من 20.9% في عام 2016 إلى 39% ممن يقولون إنهم يصوتون عبر البريد في عام 2020. كما أنَّ هناك انقساما حزبيًّا صارخًا يسعى ترامب -على ما يبدو- لاستغلاله؛ إذ يقول أكثر من اثنين من كل ثلاثة (68%) من مؤيدي الرئيس إنهم يعتزمون التصويت شخصيًا، بينما ينوي واحد من كل أربعة (27%) التصويت عبر البريد.

وعلى النقيض من ذلك -وبحسب "أوبينيوم ريسرش"- يخطط أكثر من نصف مؤيدي بايدن (56%) للتصويت عن طريق البريد وينوي اثنان من كل خمسة (39%) التصويت شخصيا.

وكانت "أوبينيوم ريسرش" قد استطلعت آراء 2002 شخص من البالغين الأمريكيين بين 21 و 25 أغسطس، بعد المؤتمر الوطني الديمقراطي، ولكن قبل المؤتمر الجمهوري. وتمَّ إجراء الاستطلاع عبر الإنترنت، وتم ترجيحه لتمثيل السكان البالغين في الولايات المتحدة وفقًا للتركيبة السكانية والتعليم وسلوك التصويت السابق.

وعلى صعيد ذي صلة، وجدت الشركة الاستشارية الأمريكية المتخصصة في أبحاث السوق أنَّ بايدن يتقدم على ترامب بـ15 نقطة ضخمة -56% إلى 41%- بين أولئك المسجلين للتصويت، ويشيرون إلى أنهم متأكدون من القيام بذلك؛ ففي ولايتي ويسكونسن وفلوريدا المتأرجحة، يتمتع بايدن بتقدم 14 نقطة (56% مقابل 42%) وسبع نقاط (53% مقابل 46%) على التوالي.

وذكرت "ذا جارديان" البريطانية أنَّ بايدن يتمتع بميزة كبيرة على ترامب فيما يتعلق بقضايا الرعاية الصحية والعلاقات العرقية، لكنه يتبع الرئيس في الاقتصاد (42% لترامب مقابل 39% لبايدن)، مختتمة بأنه لا يزال هذا أحد الآمال الكبيرة لحملة ترامب، بالنظر إلى أهمية الاقتصاد في الانتخابات السابقة.

تعليق عبر الفيس بوك