"ذا جارديان" تحاول تقديم إجابات مُطمئِنة علميا وعمليا

العالم أمام اختبار جديد.. هل تكفي التدابير الوقائية لعودة آمنة إلى المدارس؟

ترجمة-رنا عبدالحكيم

نشرت صحيفة "ذا جارديان" مقالاً للصحفي البريطاني مُحرِّر الشؤون الخارجية في "ذي أوبزرفر" بيتر بومونت، تحت عنوان "إعادة فتح المدارس: كيف تتعامل الدول المختلفة مع معضلة كوفيد 19".

واستهل بومونت مقالته بأنه ومع استعداد المدارس في إنجلترا وويلز لإعادة فتح أبوابها "وسط الجدل المستمر حول الظروف الآمنة، تركَّز الاهتمام على شيئين اثنين: الأدلة المحتملة لانتقال فيروس كورونا في الفصول الدراسية، وتجارب البلدان الأخرى". وأوضح بأنَّ أحد العوامل المعقَّدة في هذا الأمر ما يسميه علماء الأوبئة بـ"مصفوفات الاتصال: الدرجة التي تختلط بها الفئات العمرية المختلفة"، خصوصا داخل العائلات متعددة الأجيال، والتي يمكن أن تختلف من مجتمع لمجتمع، ومن مجموعة إلى أخرى داخل المجتمع.

وطرح المقال عدة تساؤلات على خلفية: "هل يجب على جميع الأطفال والموظفين ارتداء كمامات، أم فقط بعض الفئات العمرية؟ وهل يجب فحص الأطفال بحثًا عن الفيروس؟ وكيف يجب إدارة التباعد الاجتماعي في الفصل الدراسي والملعب؟ وأخيرًا: هل يجب إعادة فتح المدارس على الإطلاق؟".

واستعرضت المقال عددًا من تجارب الدول في هذ الخصوص، ففي فرنسا على سبيل المثال.. قال بيتر بومونت إنه ومع عودة ظهور حالات الفيروس بشكل حاد، مؤخرًا، "أصدرت فرنسا بعض الإرشادات الأكثر تفصيلاً حول موعد إعادة فتح المدارس"، ونقل عن وزير التعليم الفرنسي قوله: "إن الأطفال في المدارس الثانوية سيتعين عليهم ارتداء الكمامات في جميع الأوقات أثناء تواجدهم في المدرسة وفي الملعب، حيث أبلغت فرنسا عن رقم قياسي لحالات الإصابة بفيروس كورونا يوميًا منذ تخفيف القيود".

منتقلا إلى بولندا، التي تعتزم هي الأخرى إعادة فتح المدارس لأول مرة منذ منتصف مارس، رغم من وصولها لرقم قياسي مرتفع للإصابات اليومية بفيروس كورونا في أواخر الأسبوع الماضي، ونقل عنها قولها بأنَّها لن تفرض ارتداء الكمامات على الأطفال في الفصل.. مشيرًا إلى أنه ومع ذلك، قالت بولندا إنَّ المديرين الفرديين يُمكنهم أن يقرروا فرض الكمامات في قاعات المدارس وغرف تبديل الملابس، على عكس بعض البلدان الأخرى، التي لن يتم إجراء فحوصات درجة الحرارة عند بوابات المدرسة.

أما في بلجيكا، وبحسب بيتر بومونت، فإنه ومع وجود واحد من أعلى معدلات الوفيات للفرد في العالم من "كوفيد 19"، فإنها تنظر عن كثب في مسألة الكمامات في الفصول الدراسية، فـ"عند إعادة فتح المدارس في 1 سبتمبر، سيُطلب من جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عامًا وما فوق والمعلمين ارتداء الكمامات"؛ وذلك بحسب إعلان رئيسة الوزراء البلجيكية مؤخرًا.

بينما أوضح بيتر بومونت في مقاله أنَّ ألمانيا لفتت الانتباه في الأيام الأخيرة بسبب تجربة برلين؛ حيث اضطرت عشرات المدارس، بعد إعادة فتح أبوابها في الأسبوعين الماضيين، إلى الإغلاق بسبب العدوى، والسماح بتتبع المخالطين. ونقل المقال عن فاليري كيرشبيرجر طبيبة الأطفال ومنسقة إستراتيجية الاختبارات في برلين بقيادة مستشفى شاريتيه، قولها لوسائل إعلام محلية: "حتى الآن، هذه حالات منعزلة وليست حالات تفشٍّ".

ونظرًا لكونها واحدة من أكثر أنظمة التعليم كثافة في العالم، فقد كافحت كوريا الجنوبية لإعادة فتح المدارس، وتأخير إعادة تشغيل المدارس عدة مرات ثم الانتقال إلى فئات عمرية مختلفة.. وفال بومونت إنه و"في حين أن تجدد الإصابات في كوريا أجبر المدارس على الإغلاق مرة أخرى، فقد لجأوا إلى العديد من التكتيكات لمواصلة العمل، بما في ذلك الحضور في أيام بديلة وفحص درجة الحرارة".

وخلال استعراضه لتجارب البلدان في التعاطي مع عودة المدارس، رأي بيتر بومونت أنَّ الدنمارك تعد واحدة من أوائل الدول الغربية التي أعادت فتح مدارسها، وفي أبريل فصلت الدنمارك الأطفال الصغار إلى "مجموعات صغيرة" وعددها 12 تعرف باسم "فقاعات الحماية". معقبًا بأنه ونظرًا لأن أوقات بدء المدرسة متداخلة والفصل بين مقاعد الدراسة مترين، لم يتم اعتبار الكمامات ضروريًّا. ومع ذلك، كان لدى الدنمارك أعداد إصابة منخفضة نسبيًا بين السكان الأوسع، نتيجة للقمع المبكر السريع والفعال من النوع الذي دعا إليه خبير الصحة العامة البريطاني ديفي سريدهار، الذي أكد أن قمع انتقال العدوى في المجتمع هو في النهاية ما سيجعل المدارس آمنة.

واختتم مقال "ذا جارديان" باستعراض التجربة الكينية، والتي لن يتم إعادة فتح المدارس بها حتى يناير على الأقل، كما كتب ذلك ديفيد لاجاكوس وإميلي يام في مقال بموقع المنتدى الاقتصادي العالمي.

تعليق عبر الفيس بوك