ممارسة الرياضة في زمن الكورونا

ردينة بنت عامر الحجري **

 في ظل جائحة كورونا تحرص الدول المتقدمة على التقليل أو الحد من مستويات البدانة بين سكانها، ففي بريطانيا مثلا عمدت الحكومة إلى وضع خطة مدروسة لإجراء مراقبة عامة على النشاط الجسدي للأفراد ووضع شروط وضوابط على الأغذية المشبعة بالدهون محذرة مما أطلق عليه ”القنبلة الزمنية للبدانة“؛ حيث إنهم سيمنعون الإعلانات الدعائية للوجبات السريعة وكذلك العروض المغرية التي عادة ما تقدمها وتعلن عنها تلك المطاعم، مثل اشتر واحدة واحصل على واحدة مجانا أو التخفيض ٥٠٪ من قيمة الوجبة وغيرها الكثير، كما أنها سوف تحفز على تناول الأغذية الصحية المعدة في المنزل وتشجع على ممارسة الرياضة بشكل منتظم وصحي.

وحيث تعرف الرياضة بأنها كل نشاط بدني عادي أو مهارة تمارس بموجب قواعد متفق عليها بهدف الترفيه أو المنافسة أو المتعة أو التميز أو تطوير المهارات أو تقوية الثقة بالنفس أو الجسد، إذ يكتسب الجسم الصحة والحماية من الأمراض، الأمراض التي يتوقع انتشارها خلال هذه الفترة بسبب قلة الحركة وبسبب الأكل الزائد عن اللزوم والنوم الكثير، ومنها على سبيل المثال مرض السكري الذي يعاني منه كثير من مواطني الخليج وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل وغيرها.

ومن هنا علينا أن ندرك أنه من الضروري ومن الأهمية القصوى الاهتمام بالرياضة وممارستها بالرغم من الظروف المحيطة بسبب الوضع الصحي والإغلاق الذي تمارسه الدولة بسبب تفشي فيروس كورونا. ولكون معظم الرياضات التي نمارسها هنا في عُمان هي رياضات جماعية؛ كرياضة كرة القدم وكرة الطائرة وكرة السلة والكريكت وغيرها، فإن السماح بها خلال هذه الفترة الحرجة يكون مغامرة وخرقا للخطة الهادفة للتقليل من الإصابات بفيروس كورونا، إلا إننا مع ذلك لا نعدم وسائل وأنواع رياضية أخرى يتاح من خلالها للشخص ممارسة الرياضة، منها رياضة المشي أو الجري في الأوقات المسموح بها ومع ضوابط عدم ممارستها في الأماكن المزدحمة والحرص على الابتعاد عن الآخرين الذين يمارسون الرياضة في ذات الشارع أو الموقع؛ حيث إن هناك خطورة من تطاير الرذاذ المحمل بالفيروس من المصاب إلى الآخرين الذي يمارسون الرياضة بجواره أو أثناء عبورهم بالقرب منه.

لهذا على من يمارس هذه الرياضات أن يحرص على تلافي هذه المخاطر.   وكذلك يمكن ممارسة رياضة قيادة الدراجات الهوائية سواء قيادتها في المدينة، وهنا عليه أن يبتعد عن الأماكن المزدحمة أو قيادتها في الأماكن الجبلية وهي الأفضل في هذه المرحلة؛ حيث يبتعد عن الاختلاط بالآخرين ويتمتع بالمناظر الخلابة والطبيعة الجميلة التي تزخر بها بلادنا عمان، وذات الأمر قد ينطبق على رياضة المشي والتسلق الجبلي وصعود الكثبان الرملية أو حتى السباحة في البحر في الأماكن المعزولة تقريبا عن التجمعات.

أما من هو في العزل الصحي ومن لا يستطيع ترك المنزل والخروج منه فإنه يمكنه أن يمارس الرياضة في منزله عن طريق الاستفادة من قطع الأثاث الموجودة للقيام بتمارين مثل الضغط (push up ) أو حمل الأوزان أو نط الحبل أو اليوجا التي لها تأثير مهم جداً على الصحة النفسية لمن يمارسها، كما يمكن تحميل بعض التطبيقات التي تقدم برنامجا رياضيا متكاملا لأداء التمارين الرياضية؛ حيث يحتسب الأداء ونبضات القلب ويراقب السعرات الحرارية وحتى عدد خطوات الجري أو المشي، كما إن هناك مدربين يقدمون دروسا تدريبية يومية عبر شاشات التلفاز أو عبر اليوتيوب يمكن للشخص متابعتها ومحاولة تقليد المدرب والاستماع إلى نصائحه وإرشاداته أثناء التدريب.

إن للرياضة دور محوري في الحفاظ على صحتنا الجسدية والعقلية والنفسية وتُطيل في أعمارنا بإذن الله ويجب عدم إهمالها لتوقي العواقب الوخيمة التي تنتج عن عدم ممارسة الرياضة التي قد تكلفنا أكثر مما قد يكلفنا فيروس كورونا.

** عضوة اللجنة العُمانية للرياضة والمجتمع النشط باللجنة الأولمبية العُمانية

تعليق عبر الفيس بوك