ترجمة- رنا عبدالحكيم
قالت صحيفة ذا جارديان البريطانية إن الأسبوع المنقضي مثل فترة عصيبة في بريطانيا خلال معركتها في التعامل مع وباء فيروس كورونا، موضحة أن تلك حقيقة تعلمتها الحكومة البريطانية بشكل مؤلم للغاية، ومن المحتمل أن يؤدي تجنب التأخير لمدة أسبوع واحد للإغلاق في مارس إلى خفض عدد الضحايا إلى النصف، وقد ظهر في السابق.
وأضافت الصحيفة أن ذلك الأمر يفسر إلى حد ما القرارات الجديدة مثل السفر إلى إسبانيا وإجراءات إغلاق لمناطق تضم 4.6 مليون شخص في شمال إنجلترا، وهما القراران اللذان تم الإعلان عنهما في وقت متأخر من المساء وفرضوا في غضون ساعات. وكانت الفوضى والغضب في أعقاب تلك القرارات واضحة، وكل ذلك يشير إلى أمر واحد وهو أن الحكومة قلقة للغاية بشأن عودة ظهور الفيروس على الأراضي البريطانية.
وفي الساعة 4.30 من مساء يوم السبت الماضي وبعد اجتماع عبر الفيديو للجنة "كوفيد- أو" أو لجنة عمليات مكافحة الفيروس التاجي التابعة لمجلس الوزراء، عقد اجتماع ضم وزراء من ست إدارات مختلفة، إضافة إلى كريس ويتتي كبير الأطباء في إنجلترا، ووزراء من الإدارات الأسكتلندية والويلزية والمسؤولين الرئيسيين.
وكان الجو العام للاجتماع كئيبًا، برئاسة مات هانكوك وزير الصحة، وكانت القضية المطروحة هي ما يجب القيام به حيال إسبانيا، الوجهة المفضلة لقضاء العطلة الصيفية في بريطانيا، والتي كان 1.8 مليون شخص يعتزمون السفر إليها في أغسطس.
وتتساءل الصحيفة في تقريرها: هل يجب أن تظل واحدة من الدول التي تمتلك المملكة المتحدة "جسرًا جويًا" معها، دون الحاجة إلى وجود عزل لمدة 14 يومًا عند العودة؟ أم أنها بحاجة إلى تصنيفها على أنها غير آمنة؟
فقد ارتفعت عدد الإصابات الجديدة في إسبانيا بنسبة 75% خلال الـ48 ساعة الماضية، وارتفعت الإصابات في 15 منطقة من أصل 19 منطقة في إسبانيا. والأهم من ذلك، أن 10 بريطانيين أثبتت إصابتهم بالفيروس التاجي منذ 1 يوليو كانوا في إسبانيا خلال الأسبوعين السابقين للاختبار.
وقال وزير الصحة البريطاني في الاجتماع إنه في الوقت الذي شجعت فيه إسبانيا عمليات الإغلاق الإقليمية في المناطق الأكثر تضرراً، فإن العديد من النوادي الليلية لا تزال مفتوحة، على عكس بريطانيا. وقد تم ربط ثلث 281 حالة تفشي نشطة في إسبانيا بالتجمعات الاجتماعية، بما في ذلك النوادي الليلية. وتم سحب الجسر المتحرك إلى إسبانيا، مع الإعلان عن التغيير في الساعة 7:30 مساءً، قبل ساعات من سريانه.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن ثمة علامات على موجة ثانية من الوباء في أوروبا. وفي اليوم التالي تمت إضافة لوكسمبورج إلى القائمة غير الآمنة، كما تم رصد حالات في بلجيكا.
وقال خوسيه فاسكيز بولاند رئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة أدنبره، إن الأدلة المتزايدة أظهرت أنه، بعد أشهر من فشل خفض معدلات العدوى والإصابة في المملكة المتحدة، فما "نواجهه هو عودة النقل المجتمعي للفيروس بعد إزالة إجراءات الإغلاق"، مضيفًا: "ستظهر حالات جديدة في كل مرة يتم فيها رفع إجراءات التقييد الاجتماعي طالما ظل الفيروس بيننا".
وشهد يوم الخميس الماضي المزيد من الأنباء المؤلمة للحكومة البريطانية، حيث جاء تأكيد رسمي من مكتب الإحصاءات الوطنية بأن إنجلترا سجلت أسوأ خسائر فادحة في أوروبا في النصف الأول من العام. وأظهرت بيانات من الصحة العامة في إنجلترا ومركز الأمن الحيوي المشترك ارتفاعًا مثيرًا للقلق في الإصابات بكورونا في شمال غرب إنجلترا.
وقالت الصحيفة إن هذه المرة، لن يكون الإرشاد المفروض محليًا كافيًا، إذ تتزايد الحاجة إلى قوة القانون، إضافة إلى تأجيل فتح بعض الأنشطة.