بعضها يعود لما قبل الإسلام

إنجاز ترميم أكبر كنز من العملات الأثرية في السلطنة

 

مسقط- العمانية

أنهى فريق الحفظ والصون بالمتحف الوطني ترميم كنز سناو الذي يُعد أكبر كنز عملات عُثر عليه في السلطنة حتى اليوم في إطار سعي المتحف لإبراز مكنونات التراث الثقافي العُماني، منذ ظهور الأثر البشري وإلى يومنا الحاضر.

وتمَّ العثور على الكنز داخل إناء فخاري في شوال 1399هـ/ سبتمبر 1979م، في نيابة سناو بولاية المضيبيي بمحافظة شمال الشرقية، ويتميز الإناء المزجج باللون الأزرق الفيروزي وبمقابض في كلا الجانبين، وبداخله 962 قطعة من الدراهم الفضية، تؤرخ للعهود الساسانية والإسلامية المبكرة.

وأقدم درهم في الكنز يعود لفترة حكم هرمز الرابع- كسرى الثاني (589-623م)، أي إلى أكثر من 1400 سنة، بينما ضرب أحدث درهم في الكنز في عهد الخليفة العباسي المعتصم بالله سنة (226هـ/ 840-841 م).

وسُكت عملات هذا الكنز في عدد من الحواضر الإسلامية العريقة وهي: إسبانيا (الأندلس)، وفي شمال إفريقيا (الدولة العباسية)، ومصر، وسوريا (دمشق)، والعراق وجنوب القوقاز، وفي شبه الجزيرة العربية، وإيران، وبلاد ما وراء النهر (آسيا الصغرى)، مما يُعطي لمحة شاملة عن الدور الذي لعبته عُمان خلال العهدين الأموي والعباسي.

وقام فريق الحفظ والصون بالمتحف الوطني بالعمل على ترميم العملات لمدة عام كامل؛ حيث مرت عملية الترميم بعدة خطوات بدأت المرحلة الأولى بتوثيق العملات بالتعاون مع فريق الجرد والتوثيق من خلال إنشاء قائمة لكل عملة على حدة تحتوي على الرقم التعريفي للعملة، والوصف التاريخي، وأبعاد العملة (الوزن ونصف القطر)، وصور فوتوغرافية للعملة قبل وبعد الترميم.

أما المرحلة الثانية فتمت فيها كتابة تقرير تشخيصي لحالة العملات في الكنز قبل الترميم، حيث كانت أغلب العملات مغطاة بطبقة أكسدة تتراوح بين السميكة إلى الرقيقة، وتراكم الأتربة والغبار على السطح وبين الكتابات المنقوشة، وكذلك التصاق بعض العملات ببعضها البعض، وفقدان الهيكل المكتمل لبعضها، حيث وجدت مجموعة منها على هيئة أنصاف أو أرباع.

وتمثلت المرحلة الثالثة في عملية الصون فقد تمت من خلال التقاط صور أولية قبل الصون، ثم التنظيف الرطب باستخدام منظف محايد (1٪ من المنظف المحايد في الماء المقطر)، والتنظيف الكيميائي بالإيثانول (Ethanol) لإزالة الطبقة الأولى من الأكسدة، والتنظيف الميكانيكي بكربونات الكالسيوم (Calcium Bicarbonate) على طلاء العملة، وكذلك التنظيف الكيميائي بحمض الفورميك (Formic Acid) لتبييض السبائك المعدنية (على العملات المعدنية التي لم يكن التلميع بها كافياً)، إضافة إلى استخدام حمام بالموجات فوق الصوتية لإزالة بقايا التنظيف الميكانيكي والكيميائي، ووضع طبقة حماية بمادة البارلويد (Paraloid) وكتابة الرقم التعريفي للعملة، وبعد الانتهاء من عمليات الصون تم التقاط الصور النهائية لكل عملة على حدة.

يشار إلى أن الزوار يمكنهم مشاهدة كنز سناو في قاعة عظمة الإسلام بعد إعادة افتتاح المتحف الوطني، كما يمكن للزوار الوقوف عبر الاتصال المرئي على تفاصيل الكنز من خلال زيارة الموقع الإلكتروني للمتحف على الرابط www.nm.gov.om، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمتحف.

وتهدف دائرة المقتنيات بالمتحف الوطني إلى الإشراف المباشر على تطوير وتنفيذ مجموعة واسعة من العمليات المرتبطة بإدارة شؤون المقتنيات تشمل: الجرد والتوثيق، والحفظ والصون، وإدارة المعارض الثابتة والمؤقتة، وإجراء الدراسات والأبحاث، من خلال الأقسام التابعة لها وهي: قسم البحوث والدراسات، وقسم تصميم وإدارة المعارض، وقسم الحفظ والصون، وقسم الجرد والتوثيق.

 

Ed_8Q9xWoAgjfDT.jpg
Ed_8Q9qWAAAPmg_.jpg
Ed_8Q9jX0AcgO52.jpg
 

تعليق عبر الفيس بوك