أمريكا تمهل الصين 72 ساعة لإغلاق قنصليتها في هيوستون بعد اتهامات بالتجسس

بكين، واشنطن- رويترز

طلبت الولايات المتحدة من الصين إغلاق قنصليتها في هيوستون وسط اتهامات واسعة النطاق بضلوع مسؤولين صينيين في أنشطة تجسس، مما يمثل تدهورا كبيرا في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وقال مصدر مطلع إن المسؤولين بالحزب الشيوعي في بكين يدرسون في المقابل إغلاق القنصلية الأمريكية في مدينة ووهان بوسط البلاد. ووصفت وزارة الخارجية الصينية الإجراء بأنه "تصعيد غير مسبوق". وأمهلت الولايات المتحدة الصين 72 ساعة فقط لإغلاق القنصلية. ونددت الصين بالخطوة الأمريكية متوعدة بالرد لكنها لم توضح الإجراءات التي قد تتخذها.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن القرار اتخذ "لحماية الملكية الفكرية الأمريكية والمعلومات الخاصة للأمريكيين". يأتي هذا في وقت يتنافس فيه الرئيس دونالد ترامب وخصمه الديمقراطي جو بايدن فيما يبدو على من منهما يسبق الآخر في إظهار التشدد إزاء الصين في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني.

وفي تصريحات خلال زيارة للدنمرك، كرر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الاتهامات للصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية الأمريكية والأوروبية، وهو ما قال إنه تسبب في فقدان "مئات الآلاف من الوظائف".

ولم يقدم بومبيو أي تفاصيل محددة بشأن القنصلية الصينية في هيوستون لكنه أشار إلى اتهام وزارة العدل الأمريكية أمس الثلاثاء لاثنين من المواطنين الصينيين بشأن ما وصفها بحملة تجسس إلكترونية تمتد لعشرة أعوام استهدفت متعاقدين في مجال الدفاع وباحثين في كوفيد-19 ومئات الضحايا الآخرين في أنحاء العالم.

وقال بومبيو للصحفيين "الرئيس ترامب قال ما فيه الكفاية.. لن نسمح لهذا الوضع بالاستمرار. الرئيس يتخذ هذه الإجراءات التي ترونها وسنستمر في ذلك".

ووصف السناتور الجمهوري ماركو روبيو القائم بعمل رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ القنصلية الصينية في هيوستون على تويتر بأنها "حلقةالوصل المركزية لشبكة كبيرة من الجواسيس وعمليات التأثير في الولايات المتحدة تابعة للحزب الشيوعي (الصيني)".

وقال البيت الأبيض إن من المقرر أن يعقد ترامب مؤتمرا صحفيا الساعة 5:30 مساء (2130 بتوقيت جرينتش).

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ديفيد ستيلويل الدبلوماسي الأمريكي البارز المتخصص في شؤون شرق آسيا قوله إن القنصلية الصينية في هيوستن كانت في "بؤرة" جهود الجيش الصيني لتعزيز مزاياه الحربية من خلال إرسال طلاب إلى الجامعات الأمريكية. وأضاف للصحيفة "اتخذنا خطوة عملية لمنعهم من القيام بذلك".

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وبكين بشكل حاد هذا العام بسبب مجموعة من القضايا بدءا من فيروس كورونا وعملاق تكنولوجيا الاتصالات هواوي إلى مطالب الصين بالسيادة في بحر الصين الجنوبي وفرض بكين قانونا أمنيا جديدا على هونج كونج.

وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء في هيوستون،  توجه رجال إطفاء إلى القنصلية بعد رؤية دخان. وقال مسؤولان بالحكومة الأمريكية إن لديهما معلومات تفيد بإحراق وثائق هناك.

وقال وانغ ون بين المتحدث باسم الخارجية الصينية إن العمل مستمر بشكل طبيعي بالقنصلية لكنه لم يعلق على هذه التقارير.

وقال وانغ في مؤتمر صحفي اعتيادي "إن إغلاق القنصلية العامة الصينية في خطوة من جانب واحد في هيوستون في غضون فترة زمنية قصيرة هو تصعيد غير مسبوق في إجراءاتها الأخيرة ضد الصين". وأضاف "نحث الولايات المتحدة على إلغاء هذا القرار الخاطئ فورا. وإذا أصرت على المضي في هذا المسار غير السليم، فسترد الصين بإجراءات صارمة مضادة".

وقال أبراهام دنمرك وهو مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية لشرق آسيا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما إنه ليس هناك شك في أن الصين تمثل "تهديدا كبيرا في مجال التجسس" بالنسبة للولايات المتحدة لكنه شكك فيما إذا كان الرد مفيدا. وأضاف "السؤال هنا لا يتعلق بجرم الصين- أتوقع أنه كبير- ولكن بالأحرى بما إذا كان إغلاق القنصلية في هيوستون فجأة سيعالج المشكلة (أم لا)".

وقال مصدر مطلع على الأمر بشكل مباشر إن الصين تدرس إصدار أمر بإغلاق القنصلية الأمريكية في ووهان بوسط الصين، والتي سحبت وزارة الخارجية الأمريكية منها الموظفين وأسرهم في وقت سابق من العام وسط جائحة فيروس كورونا. ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على الفور على طلب للتعليق على ما إذا كانت ستغلق القنصلية.

وقال مصدر حكومي أمريكي مطلع على عمليات إنفاذ القانون والمخابرات المتعلقة بالصين لرويترز إن بعض المعلومات التي أدت إلى الإغلاق تصنف على أنها سرية، ولكن بعض الحالات التي تنطوي على تجسس صيني مزعوم في هيوستون كانت علنية. واستشهد المصدر بتحركات العام الماضي لطرد علماء من مستشفى لعلاج السرطان كانوا صينيين أو على اتصال بالصين.

وقال وانغ إن الحكومة الأمريكية تضايق الدبلوماسيين الصينيين والموظفين في القنصلية منذ فترة من الوقت، علاوة على "ترهيب الطلاب الصينيين واستجوابهم ومصادرة أجهزتهم الإلكترونية الشخصية، بل واحتجازهم".

ومضى قائلا إن الولايات المتحدة تدخلت في شؤون بعثات دبلوماسية صينية بما في ذلك اعتراض حقائب دبلوماسية ومصادرة مواد صينية "لأغراض الاستخدام الرسمي". ولم يحدد ما إذا كان لهذه الإجراءات صلة بالقنصلية في هيوستون.

ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على الفور على طلب للتعليق على الاتهامات الصينية.

تعليق عبر الفيس بوك