"مواجهة القوى العظمى".. الخلافات بين أمريكا والصين تقود نحو حرب باردة جديدة

ترجمة- رنا عبدالحكيم

لم ينتظر بوب ديفيس ولينجلينج وي، وهما مراسلان لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، انقضاء أزمة جائحة كورونا وانهيار الاقتصاد العالمي، حتى ينشرا أحدث كتاب لهما، بل عجلا بذلك ليُسلطوا الضوء على تداعيات الخلاف الأمريكي الصيني، الذي بدأ قبل عامين مع تفجر الشرارة الأولى للحرب التجارية.

ويتناول كتاب "مُواجهة القوى العظمى.. كيف تهدد المعركة بين ترامب وشي بنشوب حرب باردة"، تفاصيل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وكيف تفككت العلاقات بين هاتين القوتين العظميين، فضلاً عن إبراز الآفاق القاتمة للسلام والازدهار العالميين. والمراسل بوب ديفيس والمراسلة لينجلينج وي، أحدهما في واشنطن العاصمة، والأخرى في بكين، ويتميزان بقدرتهما على الوصول إلى صانعي القرار في البيت الأبيض ومجمع القيادة في تشونغنانهاي في الصين، أكثر من أي شخص آخر.

المؤلفان.png
 

ويقول بوب ديفيس ولينجلينج وي، إنَّ الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة لم تبدأ في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولن تنتهي عنده أيضًا. فللبلدين تاريخ سياسي واقتصادي طويل ومليئ بالصراعات، لكن الوضع أصبح أكثر إثارة للخلاف على مدى السنوات الثلاث الماضية، وهو تصعيد أثر سلبًا على اقتصادات البلدين والعالم بشكل عام، وثمَّة احتمالية لمزيد من عدم اليقين والاضطراب خلال المرحلة المقبلة.

ويطرح الكتاب عدة أسئلة؛ منها: كيف حدثت هذه المواجهة بين البلدين؟ وكم يقع من اللوم على الرؤساء والمسؤولين الأمريكيين الذين لم يواجهوا الصين أو تفاوضوا معها بشكل فعَّال؟ وما هو الدور الذي لعبه القادة الصينيون، وقادة الأعمال الأمريكيون الذين عملوا لعقود كمجموعات ضغط في بكين في واشنطن، في إثارة التوترات بين البلدين؟

ويجادل المؤلفان بأنَّ العداوة التي تسببت فيها هذه الحرب التجارية، والتي امتدت إلى قضايا الأمن القومي، نشأت لتبقى. ويكتب المؤلفان أنه بحلول الوقت الذي تم فيه توقيع الجزء الأول من الاتفاقية التجارية بين البلدين في يناير 2020، كانت بكين تعتبر ترامب مجرد رئيس أمريكي آخر مستبد، مما يجعل الصين تلتزم بشكل أوثق بالنموذج الاقتصادي الذي تقوده الدولة. حتى في الوقت الذي تتهم فيه الولايات المتحدة شركة "هواوي" بأنها تشكل خطرًا على الأمن القومي، فإن المؤلفيْن نقلا عن مسؤول تنفيذي في شركة "تشاينا موبايل" قوله إنَّ الحرب التجارية عملت فقط على تعزيز شعبية هواوي في الصين، على حساب الشركات الأمريكية. وإذا كان جوهر الحرب التجارية، كما يرى المؤلفان، هو خوف أمريكا من أن الصين ستتفوق على الولايات المتحدة من الناحية التكنولوجية والعسكرية، فإنَّ الصفقة في مرحلتها الأولى لم تفعل الكثير لإعاقة الطريق.

ويضمِّن المؤلفان في الكتاب العديد من المقابلات الصحفية مع مسؤولين حكوميين ورجال أعمال في كلا البلدين على مدى 7 سنوات عملا فيها سويًا في صحيفة وول ستريت جورنال. والكتاب يُحلل العلاقات الأمريكية الصينية، ويشرح كيف وصلت إلى نقطة التحول هذه، مع توقع مآلات الوضع القائم.

ويمكن القول إنَّ لعبة "Superpower Showdown" أو "المواجهة العظمى"، الحيوية والمثيرة، ستساعد القراء على فهم سياق الحرب التجارية وإعدادهم لما قد يأتي لاحقًا.

تعليق عبر الفيس بوك