استطلاع: انهيار ثقة الأوروبيين في "أمريكا ترامب" بعد جائحة "كورونا"

 

ترجمة- رنا عبدالحكيم

أظهر استطلاع لآلاف الأوروبيين أنَّ الغالبية لديها نظرة سلبية متزايدة تجاه الولايات المتحدة نتيجة لأزمة الفيروسات التاجية؛ حيث أعرب 2% فقط من الأوروبيين الذين شملهم الاستطلاع عن رأي مفاده أنَّ الولايات المتحدة كانت حليفة "مفيدة" في الحرب ضد "كوفيد -19".

وأظهر الاستطلاع الذي شمل 11 ألف مشارك عبر 9 دول أوروبية، بتكليف من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، أنه في كل بلد تقريبًا أجري المسح فيه، كان هناك تصور سلبي متزايد للولايات المتحدة.

وقال مركز أبحاث المجلس، الذي يقدم أبحاثًا حول السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية، إن حوالي ثلثي الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في الدنمارك والبرتغال وفرنسا وألمانيا وإسبانيا قالوا إن وجهة نظرهم تجاه الولايات المتحدة قد ساءت خلال الأزمة الصحية.

واتضح هذا الرأي بشكل خاص في فرنسا وألمانيا، حيث قال 46% و42% على التوالي إن رؤيتهم للولايات المتحدة قد ساءت "كثيرًا" نتيجة لوباء الفيروس التاجي. كانت بولندا وبلغاريا هما الدولتان الوحيدتان اللتان قال فيهما معظم المشاركين إنه لم يكن هناك "تغيير" في نظرتهم للولايات المُتحدة.

وأشار سوسي دينيسون وباول زركا خبيرا السياسة الخارجية في مركز الأبحاث في التقرير إلى أن "نسبة المشاركين في الاستطلاع الذين شعروا بأن الولايات المتحدة كانت حليفا رئيسيا خلال الأزمة كانت ضئيلة للغاية، وكانت النسبة الأكبر في إيطاليا، عند 6% فقط".

وقال معدو التقرير إن العديد من المشاركين قالوا إنهم "فزعوا" من رد الولايات المتحدة على مُعالجة أزمة الفيروس التاجي على المستوى العالمي، على الرغم من أنَّ البيت الأبيض نفى مرارا أنه أساء التعامل مع الوباء.

ووجد الاستطلاع أن كوفيد-19 زاد من سلبية الأوروبيين تجاه روسيا (التي يُعتقد أنها لم تلعب دورًا دوليًا نشطًا في حل الأزمة) والصين؛ حيث تم الإبلاغ عن الوباء لأول مرة في ديسمبر. ولم يختلف الأمر بشكل خاص في فرنسا والدنمارك؛ حيث أفاد 62% من المشاركين عن وجهة نظر أكثر سلبية تجاه الصين.

ومن المثير للاهتمام أن 25% ممن شملهم الاستطلاع في إيطاليا رأوا أنَّ الصين هي الحليف الأكثر فائدة في الأزمة، وهي نتيجة يمكن أن تكون بسبب إرسال الصين لأجهزة التنفس الصناعي، وخبراء طبيين، ومعدات حماية شخصية إلى إيطاليا، حيث ظهر التفشي في أوروبا في فبراير.

وقال معدو التقرير إنَّ أزمة الفيروس التاجي بدت على ما يبدو أنها حشدت الدعم العام للاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات أكثر تنسيقاً للتعامل مع التهديدات العالمية، وأن الأوروبيين أدركوا "أنهم وحدهم في العالم".

وعبَّر قلة من المشاركين في الاستطلاع عن نظرة إيجابية لاستجابة الاتحاد الأوروبي للفيروس التاجي، ومع ذلك عندما سُئلوا "من هو أكبر حليف لبلدك خلال أزمة الفيروس التاجي؟"، أجابت غالبية المستجيبين من سبع دول "لا أحد".

وصدمت أزمة كوفيد-19 الجمهور الأوروبي بواقعهم، والذي يعتقد صناع السياسة الخارجية الأوروبية أن يستمر هكذا لفترة من الوقت. وقالت مؤلفة التقرير سوسي دينيسون إن الأوروبيين، في نهاية المطاف، ضعفاء بمفردهم.

تعليق عبر الفيس بوك