طالب المقبالي
هل تعلمون أنَّ من بين مُشتركي حياك ذلك المزارع البسيط الذي يصحو باكراً ليذهب إلى حقله ليحرث الأرض ويروي الزرع.
أو صاحب بقالة في السوق، أو الدلال الذي يُنادي على البضائع التي تجلب إلى السوق مُقابل أجر بسيط، أو صاحب البسطة الذي يفترش الأرض والرصيف لبيع الفجل والليمون والرطب وبعض الخضار تحت لهيب الشمس، أو العامل بأجر يومي بسيط.
هذه الشريحة من المُواطنين يحملون هواتف بسيطة الإمكانيات تحمل شريحة حياك من أجل الاتصال الهاتفي بالموردين والمزارعين، ويتلقون اتصالات من أهاليهم للاطمئنان عليهم.
هؤلاء النَّاس ليسوا بحاجة إلى باقات إنترنت فائقة السرعة، فبعضهم لا يعرف ماهي الإنترنت، ولا يعرف باقتي الزرقاء ولا البرونزية ولا الفضية ولا الذهبية ولا البلاتينية ولا الأفق.
فكل ما يعرفه عن هذا العالم هاتف بسيط لا يتجاوز سعره 30 أو 40 ريالاً وبداخله شريحة حياك يتصل من خلالها للاطمئنان على أسرته بتعرفة يتراوح سعرها بين 39 و55 بيسة للدقيقة الواحدة، أو يتصل بالمزارع الذي يُحدد له موعداً يلتقيه ليستلم منه قفير الرطب أو البوت أو الزعتر ليبيعه ويكسب من ورائه ريال أو ريالين.
الهاتف الذي يحمله هذا العامل ليس هاتفاً ذكياً ليشترك في باقة من الباقات آجلة الدفع، أو باقة من باقات حياك التي تمكنه من تفعيل الاشتراك الإضافي للمكالمات المحلية اللامحدودة والتي حددت بأسبوع.
لقد أجبرتم هذا العامل البسيط ومن في مستواه من العاملين بأجر يومي أن يدفعوا بين 39 و55 بيسة قيمة الدقيقة الواحدة للاتصال بالآخرين في مُحيط الولاية.
في الوقت الذي توفرون فيه عروضاً سخية للمُشتركين عند اتصالاهم بثلاث دول آسيوية من خلال بطاقة مرحباً، كما إن هناك عروضاً أخرى سخية للمكالمات الهاتفية إلى دولة الإمارات العربية المُتحدة بقيمة ريال واحد بلا حدود لمدة 24 ساعة، بواقع 41 بيسة للدقيقة. في حين يتكبد المواطن صاحب الدخل المتدني مبالغ طائلة من أجل الاتصال لقضاء مآربه، والاتصال هو وسيلته الوحيدة للتواصل مع أهله وأصدقائه.
فمن بين المُواطنين الذي يعتمدون على الاتصال الهاتفي هم أسر الضمان الاجتماعي الأقل دخلاً في السلطنة على الإطلاق، وكذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، وذوي الدخول المُتدنية.
وهذه الفئات لا تعرف الإنترنت ولا تعرف تطبيق عُمانتل الذي يتم من خلاله تفعيل العروض التي تقدمونها للمشتركين من خلاله.
اليوم وأنا أُفعِّل باقات حياك لأفراد أسرتي من أجل الاستفادة بعروض المكالمات المحلية اللامحدودة، كانت العروض الإضافية لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي محددة الصلاحية بأسبوع، بينما المكالمات المحلية مكتوب عليها "استمتع بمكالمات محلية لا محدودة" وبطريقة لا أريد أن أصفها بالمُضللة، ولكن سيعتقد المشترك أنها لمدة 30 يوماً، والواقع أنَّها لمدة أسبوع، ويتضح ذلك بعد الاشتراك في الباقة، ولو يعلم المشترك بهذا لكان الأفضل أن يشترك في باقة المكالمات اللامحدودة لمدة أسبوع بثلاث ريالات بدلاً من 4.5 ريال.
فكما توفرون باقات للاتصالات الخارجية بتعرفة ميسرة فإنَّ هذه الفئة بحاجة إلى مثل هذه التسهيلات، فهي الآن مجبرة على الدفع حسب الاستخدام والتي حددت بقيمة تتراوح بين 39 إلى 55 بيسة، وإن كانت المسافة من غرفة إلى غرفة أخرى في المنزل.
أو الاشتراك في الباقة الوحيدة للمُكالمات المحلية اللامحدودة بسعر 3 ريالات لمدة أسبوع، أي 12 ريالاً في الشهر.
ختاماً نحن جميعاً كعُمانيين أنظارنا تتطلع إلى المشغل الوطني، ومن واجب هذا المشغل أن يُراعي أبناء الوطن في المقام الأول.