د. أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله
إذا أنعم الله سبحانه وتعالى على شعب أو أمة بقائد عظيم ملهم وطموح، ذي علم وأدب وأخلاق رفيعة، يحمل معه رؤية ثاقبة وأهداف سامية، مؤمنًا بها وبتحقيقها، محباً لوطنه وشعبه، صادقاً ومخلصاً له، يبذل جلَّ وقته وجهده لبناء نهضتها المُتجددة، القائمة على الإصلاح والنمو والتجديد، لمستقبل مشرق زاهر وعهد مبهج سعيد، ولينعم فيه شعبهُ بحياة هادئة هنيئة وعيش وافر رغيد، من الثراء الاقتصادي المتنوع والتقدم التكنولوجي المتسارع، المعتمد على وسائل وتقنيات العصر، من الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد والثورة الصناعية الرابعة، استعداداً لما بعدها من التقدم ضمن آفاق الثورة الصناعية الخامسة، المتواكبة مع آخر تحولات التقنية الحديثة وابتكاراتها المذهلة، يحيط وطنه بأسوار من الأمن والسلام ركائزها تبسط أنوار الحق والعدالة، عامداً بنيانها على ثوابت راسخة وقواعد صلبة، لا تزعزعها العواصف والرياح ولا عوامل التعرية الجائرة مهما تباينت الأحداث أو تغيرت الظروف.
وعندما ينعم الله سبحانه وتعالى على هذا القائد الملهم الأمين، بشعب راقٍ متحضر وجيلٍ واعٍ مُتعلم، له من صفات الوفاء والتحمل والصبر القِسْم الكبير والنصيب الوافر، تكسوه الإيجابية والتفاؤل ويغمره الخلق الرفيع والأدب وحسن المعشر، طبعه التعاون والتماسك والاجتهاد، سجاياه الهدوء والتأني والثقة، ألهمه الله فكرًا حاذقاً نبيهاً وثقافة غائرة في الزمن، من الفهم والاستيعاب والإدراك، لما يدور حوله والعالم من مستجدات الأمور وتقلبات الدهر، متسلحاً بنور العلم والعقل والبصيرة، ومنسجمًا بصفاء الروح والذهن، متحيزاً نحو قيادته ووفياً لها، تربطه بها روابط الحب والصدق والولاء، مستبشراً منها ردود الخير والجزاء، وكرم الفضل والعطاء بتوالي مكرمات الجود والسخاء، لا تخذله ولا يخذهلها، كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا.
بهكذا صفات تنهض الشعوب وتتقدم، وترقى الأمم وتتطور وترفع من مستوى معيشتها، لتبني مجدها السامق وتسمو بمكانتها عاليًا، مفتخرةً بحضارتها الخالدة وتاريخها المجيد الشامخ، كشموخ الجبال الشاهقة والرواسي العالية. فهنيئًا لعُمان بهذا القائد العظيم جلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظَّم -حفظه الله ورعاه- وأيده بنور حكمته وهداية رشده، وهنيئًا لجلالته بهذا الشعب العريق الراقي الماجد (الشعب العماني الأصيل) ووفق الله الجميع لما يصبون إليه من نجاح وسؤدد وتقدم وازدهار.