الصندوق العماني للتكنولوجيا.. انطلاقة عالمية

 

 

فايزة سويلم الكلبانية

faiza@otf.om

يُوَاصِل الصُّندوق العُماني للتكنولوجيا توجهاته الشبابية الرائدة في مختلف المجالات التقنية، مُواكبة لأهداف الوثيقة الأولية من الرؤية المستقبلية "عمان 2040"، ليحقق بصمات ملموسة خلال الفترة الحالية للحد من انتشار كورونا، والاستثمار في عدد من المنصات الرقمية في مختلف القطاعات كالرعاية الصحية، واللوجستية، والخدمات، والتعليم والزراعه والغذاء...وغيرها من المنصات الرقمية التي ضمَّتها مبادرة المليون ريال عماني، والتي كُثفت فيها جهود فريق الصندوق العماني للتكنولوجيا المتواضع بأعضائه، لكنه كبير بعطاءاتهم وإنجازاتهم، خلال العمر الزمني منذ تأسيس الصندوق، واستطاع الصندوق خلال الثلاث سنوات الماضية أن يعمل على توطين التكنولوجيا، واستقطاب كثير من الشباب العمانيين المبتكرين، وتعزيز وتطوير ابتكاراتهم، وخلق نماذج لشباب عمانيين قياديين يعملون على رأس هذه الشركات الناشئة والمنصات، من مُنطلق تعزيز وتشجيع ثقافة العمل الحر، والاستقلال بقيادتهم لشركاتهم والعمل على تحقيق نتائج مرضية والمنافسة في السوق محليًّا وعالميًّا.

ومن هذا المنطلق، وخلال السنوات الثلاث المنصرمة؛ فقد شهدتْ أعداد الاستثمارات في الصندوق العماني للتكنولوجيا تزايدًا ملحوظاً؛ حيث وصل عدد الاستثمارات إلى 104 استثمارات بنهاية العام 2019، بينما كان مُجملَ الاستثمارات 50 استثمارًا حتى نهاية العام 2018، و17 استثمارًا في نهاية 2017.

ومما لا شكَّ فيه أنَّ سياسة العمل في الصندوق كثيرا ما تتَّخذ من مبدأ الشراكة مع القطاعين العام والخاص منهجًا لسلسة من الأعمال التقنية، وأوجه التعاون المختلفة من خلال تطوير المنصات الرقمية، كما أنَّ استثمارات وأعمال الصندوق تتنوع بين: الاستثمارات المحلية، والإقليمية والعالمية؛ بهدف المساهمة المتميزة في تنويع مصادر الدخل، وتمكين رواد الأعمال العمانيين في العمل بالمجالات التقنية، إلى جانب رفد القطاع الخاص بمهارات واستثمارات تقنية لها دورها الاقتصادي الملموس؛ سواء في المساهمة في إيجاد حلول للباحثين عن عمل؛ من خلال تأسيسهم للمنصات والشركات الرقمية والعمل على إدارتها بكفاءة، إلى جانب الاستفادة من التجارب والخبرات العالمية لتأهيل وتطوير المشاريع التقنية، وتوفير الدعم اللازم لأصحاب الابتكارات، وتوفير بيئة محفزة لتوسيع الاستثمار التقني والتدريب والتأهيل.

ومن منطلق الوصول للعالمية، فقد أطلق الصندوق العماني للتكنولوجيا -خلال الفترة الحالية- مبادرتين عالميتين في غاية الأهمية؛ تتمثل الأولى في "مبادرة منظومة الزكاة العالمية للمبتكرين"، والتي يعمل عليها الصندوق بالشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، كمبادرة عالمية للشباب العماني المبتكر لتطوير منظومة الزكاة الرقمية المحلية لمنصة عالمية خدمة للإسلام والمسلمين، تحت مسمى "جائزة تطوير نظام الزكاة الإلكتروني"، وذلك باستثمار ربع مليون دولار بالمشروع الفائز؛ حيث يُمكن للمبتكرين العرب والمسلمين بمختلف دول العالم المشاركة فيها محليا وإقليميا وعالميا.

المبادرة العالمية الثانية بشراكة مع اليونيسف في السلطنة، وتتمثل فكرتها في برنامج تحدي التكنولوجيا للشباب لمواجهة جائحة كورونا، والذي يهدف لتقديم الدعم لأصحاب الابتكارات والحلول الرقمية من المستثمرين في المجالات التقنية؛ من خلال تطوير منصات مبتكرة ومدعومة بالتكنولوجيا التي تركز على قطاعي الصحة والتعليم بشكل أساسي، وفتح باب التسجيل والمشاركة بالأفكار محليا وإقليميا وعالميا.