قائد يثق بشعبه وشعب يثق بقائده

د. أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله

لا تتولد الثقة إلا عندما تكون مشاعر الحب والصدق والوفاء والإخلاص والتضحية ومثلها من هذه المشاعر النبيلة متبادلة، حينها فقط تترسخ عرى الثقة والمحبة ويزيد تلاحمها. ولا يختلف اليوم اثنان في وطننا الغالي عمان على ما يتحلّى به جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- من خصائل طيبة وصفات حميدة مميزة أكسبته محبة شعبه وثقتهم، منها على سبيل المثال لا الحصر المصداقية والأمانة والشفافية وحسن الخلق ناهيكم عن الإرادة القوية والعزم الفتي والهمة العالية، ما مكنه من امتلاك القدرات والإمكانيات الفائقة من أجل التغيير والتطوير والبناء وقوة الأداء ولتحقيق الأفضل استشعاراً بالمسؤولية وأداءً للأمانة، الأمر الذي جعله يحوز على ثقةً كبيرة بنفسه وبشعبه استمدها من ثقته بالله سبحانه وتعالى لتتولد تلك الثقة وتستقر في قلوب جميع شعبه نحو جلالته.

وما من شك أنّ كسب الثقة والمحافظة عليها تتطلب جهداً كبيراً ومتواصلاً يستحق معه العناء والتحمل، في حين قد يستعمل الكثير عبارة ثق بي أو ثقوا بي هكذا لينال الثقة إلا أنّ صاحب الجلالة السلطان هيثم -وفقه الله- لم يطلب من الشعب أن يثق به بل هو من بادر بثقته بهم، جازمًا جلالته على يقين بأنّه سينال ثقتهم قولًا وفعلًا وستكون علاقته بشعبه قوية صدقًا وحبًا ووفاءً، حيث لم يأخذ بناؤها الكثير من الجهد والوقت كما يراهُ المختصون برهانا بل أخذت قفزة نوعية وكبيرة اخْتصَرَت بناءها في مدة وجيزة جداً.

هكذا هي صفات القيادة الحكيمة القدوة التي كسبت ثقة شعبها من خلال ثقتها بهم وثقتهم بها، لتتبادل الثقة في تجاوز التحديات والصعوبات، ولتسير قُدُماً نحو نهضة عُمان المتجددة لمستقبل أفضل وزاهر بإذن الله، وهذا ما يتطلبه فهم الشعب وتحمله للوقوف صفًا واحدًا مرصوصًا خلف قيادته حتى تنجلي المحن، وتعود الأمور إلى طبيعتها، كما فعلت وتفعل شعوب العالم المتحضرة المفتخرة بتاريخها وإرثها وحضارتها العريقة، حيث استطاعت أن تبني نهضة متقدمة وحضارة يضرب فيها المثل. وما من شك أنّ عمان اليوم تحت ظل القيادة السديدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق أيّده الله ستستطيع أن تبني نهضتها بعزم لا يتردد وإرادة لا تنثني وثقة صلبة لا تتزعزع متجاوزة كل التحديات بعزم وإيمان.