عيدٌ بلا عيدٍ

علي بن بدر البوسعيدي

يُواجه العالم بأسره خطراً داهماً اسمه فيروس كورونا المستجد، ونحن في السلطنة ولله الحمد اتخذنا استعداداتنا في وقت مبكر، بتوجيه سام من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي وجه الحكومة الرشيدة نحو اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان حماية الجميع.

وآفة الكورونا لا تزال مستمرة معنا ونحن نقترب من عيد الفطر المبارك، الأمر الذي يفرض علينا جميعاً أن نلتزم بالإجراءات والضوابط التي أعلنت عنها الجهات المختصة، وعلى رأسها اللجنة العليا المكلفة ببحث التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا. ويتوجب علينا جميعاً أن نكون يداً واحدة في محاربته بشتى الطرق، وأولها بلا شك الالتزام بكافة التعليمات التي تضمن مكافحة هذا الوباء، والالتزام بالتباعد الجسدي بين الأفراد، وعدم المصافحة، والالتزام بعدم لمس الوجه أو الأنف أو العينين، واتباع الطرق السليمة عند العطس والسعال، كما يجب ارتداء القفازات والكمامات.

ومن هنا ندعو الجهات المعنية إلى تطبيق العقوبات الواردة في نصوص القوانين ذات الصلة، وعلى رأسها قانون مكافحة الأمراض المعدية وتعديلاته الأخيرة، ومُعاقبة المخالفين دون هوادة حماية لأمن المجتمع والوطن.

فالخوف كل الخوف ألا يتقيد الأفراد بهذه الإجراءات، خاصة مع اقتراب العيد، ففي العيد عادة يتزاور الأهالي، ويتجمع الشباب من أجل الشواء، وفي الأسواق، إلى جانب التنقل من منطقة لأخرى، فهذه التصرفات تشكل خطراً كبيرًا على السلامة الصحية ويقع العديد ممن يقومون بهذه التصرفات ضحايا أو عرضة للإصابة بفيروس كورونا، ومن هنا وجب على الجميع الالتزام.

وهناك جهود عديدة تبذل من قبل اللجنة العليا ووزارة الصحة من أجل الحد من انتشار المرض، وتوفير أجهزة التنفس الصناعي، هذا إلى جانب افتتاح مستشفى خاص بهذا المرض منذ أيام، وهذه جهود عظيمة ومقدرة لوزارة الصحة وفرق العمل فيها. وإلى جانب وزارة الصحة والأطقم الطبية، هناك جهات أخرى تقف في خط المواجهة الأول لهذا الوباء، وهي قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية الذين يرابطون في نقاط التحكم والسيطرة ليل نهار.

إنَّ العيد هذا العام ليس كأي عيد، مع الأسف، لكن علينا أن نأخذ بالأسباب وأن نحتفل بالعيد في بيوتنا، محققين التباعد الاجتماعي وملتزمين بالضوابط الاحترازية المعلنة من الجهات المعنية.