شيدي مسقط.. سيدي وصالك!

 

سلطان بن سليمان العبري

Sultan12444@gmail.com

ينظر صديقي المصري لفندق شيدي مسقط كثيراً، حتى وهو يلعب كرة القدم على شاطئ الغبرة، يخجل أن يسألني عنه شيئاً، حتى أتيتُ لأخذ الكرة منه لأجده سارحاً، ساهماً فيه، أكملنا ما بدأناه من اللعب بالكرة.

وحين هَمَ بدخول سيارتي لأوصله إلى روي، قلت له أذهب ونظِّف قدميك جيداً من آثار رمال الشاطئ، ثم ارتدِ ملابسك العادية وارجع لي، قال لي "هوا فيه إيه يا أفندم" ..قلت له "تعال وشوف".!

كان عليَّ الذهاب والالتفاف نحو حديقة الغبرة "حديقة باه" كما يحلو لابنتي أن تسميها، بعدما لاحظت هوسي بالذهاب إليها وتذوق مشاوي المطعم التركي، ومن ثم المرور على الملاعب المُحيطة على امتداد ما بين السيب والخوير، حيث نلعب كرة القدم كل يوم عصراً حتى الغروب "أنا والربع".

انعطفت يميناً بعد المركز الصحي للغبرة، عندها قال لي مستغربًا "هوا إحنا رايحين فين يا سي سلطان، في متش كوووره تاني ولا إيه؟"

قلت له، اتبعني بصمت وستعرف بنفسك، تمتم "أما نشوف آخرتها إيه وياك" وحين نظرت إليه سكت، فتبسمت في داخلي، ودخلت برفقته لفندق شيدي مسقط وأخبرت الشاب المهذب الذي يجلس على "الريسيبشن" بأنني سأخذ جولة فقط في المرافق الأساسية للفندق من الداخل والخارج، وفعلت بعدما رجوت صديقي المصري أن يبقى صامتاً ففعل.

حين انتهت رحلتي السريعة، قلت له، حققت حلمك؟

واكملت "أحببت أن أريك ما تفكر فيه بصمت" قال لي "بصراحة ومتزعلش مني يا سي سلطان" أنا قرأت أنَّ فندق شيدي مسقط حصل على جوائز عالمية لا أذكر في أي عام، وأنا كنت مستغربًا لأنه ليس بضخامة فنادق هليتون وشيراتون وغيرها من فنادق القاهرة "ولا مؤاخذة يا أفندم"!

قلت له والآن، ما هو رأيك؟ قال الآن فهمت أنَّ الفنادق ليست بعدد غرفها وبمبناها واتساعها، فهذه تعمل لمرة واحدة وغالباً هي منسوخة من تجارب الآخرين مع فروقات في التصميم والإبهار، فقاطعته وهذا؟

قال، هذا تشم فيه رائحة مسقط وباقي الولايات، شكله يشبه شكل كثير من البيوت العمانية، بداخله ما بداخلها، هو يمثل روح المكان، قاطرته روح المكان، قال نعم، قلت له لهذا الجوائز تعطى على الخصوصية، وشيدي مسقط وبر الجصة وفنادق كثيرة، شكلها وطابعها بما ينسجم مع روحها هو ما ميزها وأعطاها خصوصية المكان العماني، فلا يُمكن أن تجدها في أي بلد آخر، ولا ينفع أن يكون نسخ منها في دول أخرى مثل ريجنسي وشيلتون وشيراتون وهيلتون الذي ذكرته وغيرها، فهذه ماركات تشبه "ماكدونالدز" وهكذا، أما شيدي مسقط فلا يشبه إلا القاشع والعوال، يشبه موسيقانا وطريقة تفكيرنا، قال لي "الآن فهمت " ولم أعد استغرب كل هذا الكم من الجوائز العالمية التي تعطى لشيدي مسقط وغيره، فهي نتاج لحصاد زرعتموه بروحكم قبل أيديكم!

تعليق عبر الفيس بوك