اكتشاف طريقة تخزين الدماغ للذكريات أثناء النوم!

 

 

ترجمة - رنا عبدالحكيم

أظهرتْ دراسة -منشورة في مجلة Cell Reports- لأول مرة، عبر أقطاب كهربائية دقيقة صغيرة مزروعة داخل أدمغة شخصين، كيف تعمل الخلايا العصبية في الدماغ أثناء النوم "لإعادة" ذكرياتنا قصيرة المدى من أجل نقلها إلى تخزين دائم.

وعرف العلماء منذ فترة طويلة أن أدمغتنا تحتاج إلى النوم لمراجعة الأحداث اليومية ونقلها إلى ذكريات طويلة المدى، وغالبًا ما يُطلب من الطلاب أن يدرسوا قبل النوم مباشرةً لزيادة استرجاعهم للمواد للاختبار في اليوم التالي. لكن تلك الطريقة الدقيقة التي يخزن بها الدماغ ذكرياتنا غير مفهومة جيدًا.

وبحسب تقرير نشرته شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية، قال الدكتور ريتشارد إيزاكسون -الذي يدير عيادة الوقاية من مرض ألزهايمر في كلية طب وايل كورنيل ومستشفى نيويورك برسبيتريان- "إن هذه الدراسة رائعة". وأضاف إيزاكسون -الذي لم يشارك في الدراسة- "على الرغم من عقود من البحث، لا يزال من غير الواضح إلى حد ما كيف يتم حفظ الذكريات قصيرة المدى لتصبح ذكريات طويلة المدى يمكن تذكرها لاحقًا". وتابع: "استخدام واجهة الدماغ والحاسوب طريقة مثيرة لدراسة الذاكرة؛ لأنها يمكن أن تسجل أنماط نشاط خلايا الدماغ ثم تبحث عن تلك الأنماط الدقيقة لاحقًا".

وأجريت الدراسة في BrainGate، وهو اتحاد بحثي أكاديمي يتكون من جامعة براون، ومركز بروفيدنس في إيه الطبي، ومستشفى ماساتشوستس العام ، وجامعة ستانفورد، وجامعة كيس ويسترن ريزيرف. وقضى Braingate العشر سنوات الماضية أو أكثر في تطوير واجهات الدماغ والحاسوب التي تسمح للأشخاص الذين يعانون من التصلب الجانبي الضموري (ALS) وأمراض عصبية أخرى، وإصابة الدماغ أو فقدان الأطراف لتكون قادرة على استخدام إشارات الدماغ لتحريك مؤشرات الكمبيوتر والأذرع الروبوتية والأجهزة المساعدة الأخرى للتواصل والتحكم في عالمهم.

وقال عالم الأعصاب الحسابي ومؤلفة الدراسة بيتا جاروسيفيتش: الخلايا العصبية صغيرة الحجم. يبلغ حجمها حوالي 10 ميكرون. والأقطاب الكهربائية الكلية المعتمدة للاستخدام البشري ، مثل الأقطاب الكهربائية المحفزة للدماغ، أكبر من أن تسجل نشاط الضرب الفردي لكل خلية عصبية".

لكن في Braingate، زرع الجراحون مجموعة من الأقطاب الكهربائية الدقيقة على رأس أدمغة شخصين مصابين بالشلل الحسي والحركي، مما يسمح للشخص "بالتفكير" فقط في تحريك يده في اتجاه. من خلال رسم خريطة للطريقة التي تتصرف بها الخلايا العصبية أثناء التفكير، يمكن لمفكك الشفرة ترجمة الفكرة إلى كلام أو إلى عمل عبر الأطراف الاصطناعية المرفقة والأجهزة الروبوتية المساعدة.

ومن المؤمل أنْ تُساعد الدراسات المستقبلية على توضيح مراحل النوم المحددة، النوم العميق الذي يحدث فيه إعادة الذاكرة بشكل متكرر.

تعليق عبر الفيس بوك