"كمُجير أم عامر"!

 

ناصر العبري

كما تعوَّدت ُ في مقالاتي أن لا أسيء لأي أحد وإن أساء لي البعض، وأن أتقبل النقد البناء والهادف، لكن عندما يصل التطاول على بطل السلام والمحبة ورمز خالد في نفوسنا، تتحرك غريزة الرد.

فقد اطلع عدد كبير على تغريدة فيصل القاسم المذيع بقناة "الجزيرة"، الإعلامي المعروف الذي يعمل في دولة خليجية شقيقة، تربطنا معها علاقة إخاء وتعاون، لكننا لم نعرف تفسيرا لتلك التغريدة، ومن يقف خلف فيصل القاسم.. مما أثار غضب العمانيين والخليجيين وحتى المقيمين في بلادنا. ومن هنا، أوجه كلمة لفيصل القاسم، إذا كانت جائحة كورونا عطلت برنامجك المشاكس والموجَّه لضرب الأمة، فهذا شأنك، أما أن تتطاول على المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيَّب الله ثراه- فهذا ذنب لن يغفره لك العُمانيون. فبعدما كُنت تتمتع بمتابعة واحترام منهم أصبحت أنت وثقافتك في سلة المهملات؛ لأنَّك لم تطلع على ردود أفعال العالم بأسره يوم وفاة هذا القائد العظيم -رحمه الله.

إنَّنا نعتب على القائمين على إدارة قناة "الجزيرة"، التي يعمل بها القاسم؛ لأنها لم تحرك ساكنا، ولم تتخذ أي إجراء رادع بحقه؛ عقابا على تطاوله على رمز السلام والمحبة. فأمثال هؤلاء هم من يُحدِثون الشرخ والشقاق والتفرقة بين شعوب مجلس التعاون الخليجي، وهم قادة الذباب الإلكتروني. لذلك؛ أنصح القاسم بأن لا يتفوَّه، وأن لا يقترب من أبناء السلطنة؛ سواء في  برنامجه أو  تغريداته؛ لأنه سوف يتم ردعه بكل الوسائل المتاحة ومنها القانونية.  وأدعو الأشقاء في دولة قطر لأن ينتبهوا لأمثال هؤلاء، فعندما تنتفخ كروشهم ينسوا من أكرمهم واحتواهم، وهذا يُذكِّرني بالمثل الشعبي: "كمُجير أم عامر".

... إنَّ الذي يبيع وطنه وشعبه مستعد لأن يبيع نفسه لمن يدفع أكثر؛ فهؤلاء "عَبَدة الدرهم"؛ لذلك أصبح أمثال هؤلاء مكشوفين لكافة الأشقاء في دول الخليج، وإن شاء الله دول الخليج ستعود أقوى في ترابطها، وإن كانت هناك بعض الخلافات، لكن هناك حكماء الخليج العربي، يعملون ليل النهار لتحقيق ازدهار الشعوب الخليجية وتقاربها.

يجب التخلُّص من أمثال هؤلاء أصحاب الأبواق الناعقة الذين يسعون لتشتيت شعوب الخليج، ولكل من تسول له نفسه النيل من قادتنا الذين نفخر بهم أو النيل من ثقافتنا أو عزيمتنا، سنكون له بالمرصاد، فتاريخنا الضارب في جذور الحضارة الإنسانية خير شاهد علينا.