نظام تعليمي مرن

 

 

منير بن محفوظ القاسمي

في ظلِّ أزمة كورونا، اتَّضحتْ الحاجة لبديل أو وسيط سريع يستطيع أن يُكمل المسيرة التعليمية دون الإخلال بعناصر العملية التعليمية الخمسة الرئيسة (الإدارة، والمعلمون، والطلاب، والمنهج الدراسي، والمبنى المدرسي).

لذا؛ لابد من تبنِّي نظام تعليمي إلكتروني يتماشى مع ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي، وهذا ما لمسناه من بوادر إيجابية -رغم تأخُّرها قليلا- عن التطورات التي حدثت في أنظمة إدارة التعلم أو في الإستراتيجيات التعليمية ، أو حتى في البرامج والتقنيات الجاهزة.

ومما يُبشِّر بالخير سُرعة تجاوب وزارة التربية والتعليم بعمل منصَّات تعليمية وتنفيذ دروس مباشرة أو بشكل غير مباشر للطلاب عبر تلك المنصات.. إلا أنَّ المطلب أكبر من ذلك بعد التعافي من جائحة كورونا (كوفيد 19)، ويجب أن تُتَّخذ عدة قرارات في هذا الجانب؛ منها مثلا:

1- الاستعانة بأصحاب الخبرات في هذا المجال، وممن يملكون المعرفة باستخدام أنظمة وبرامج تكنولوجيا التعليم، أو تكوين فريقٍ مختصٍ بالبحث عن بدائل وحلول سريعة للتعليم في وقت الأزمات.

2- النظر في موضوع التعلم المدمج، وتأسيس نظام تعليمي قائم على وجود برنامج إدارة تعلم إلكتروني مرتبط بالبوابة التعليمية -صف إلكتروني مغلق- يستطيع المعلم بواسطته أن يدير فصوله وتنزيل بعض دروسه للمراجعة أو التحضير للدرس القادم وأنشطته وواجباته، وهناك يتمُّ تفاعل الطلاب خارج أسوار المدرسة، ويستطيع المعلم التواصل معهم كمجموعات أو أفرادًا، وتكون الحصة الصفية العادية بمثابة شرح مفصل للمنهج الدراسي.

3- الاقتناع بأدوات التقييم الإلكترونية، والبدء بتنفيذها ولو بشكل مبسط عبر الفصول الدراسية مبدئيا بين المعلم وطلابه.

4- يجب معرفة أنَّ القصد من التعليم الإلكتروني ليس فقط وضع المادة التعليمية بصيغة PDF، ولكن هو تعليمٌ شاملٌ بأدواته وإستراتيجياته ونماذجه التعليمية.

5- الاهتمام ببنية التكنولوجيا الأساسية، والتركيز على توافر أدوات تساعد على الاتجاه نحو تنفيذ تعلم صفي مدمج؛ فلا يمكن أن يتم ذلك إلا بوجود شبكة إنترنت قوية بالمدراس في كل قطاعات السلطنة، والاهتمام بتوفير أجهزة الحاسوب في مراكز مصادر التعلم وغرف تقنيات التعليم بشكل أوسع.

6- تدريب الطلاب والمعلمين على استخدام هذه الأنظمة، والتركيز على مناهج تكنولوجيا التعليم في قادم الأيام؛ لما لها من دور أساسي وحيوي في صناعة التعليم الجديد المقبل.

نأمل أنْ نرى بعد هذه الأزمة توجُّها بأن يتم اختيار يوم واحد في الأسبوع لتطبيق نظام التعلم الإلكتروني؛ بحيث يتم اختصار اليوم الدراسي أو تقسيمه أو حتى توجيه الطلاب للعمل عن بُعد في منازلهم والمعلمين في مدارسهم، مع تقييم دخول الطلاب في ذلك الوقت، والبرامج ذات الطابع التزامني المباشر كثيرة.

تعليق عبر الفيس بوك