"بلومبرج": ميركل صاحبة الأسلوب المنهجي تتفوق على ترامب "العشوائي" في أزمة "كورونا"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

مع انتشار الفيروس التاجي حول العالم، لم يكن عمق الاختلاف في أسلوب الحكم والإدارة أكثر وضوحا بين المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما هو الحال الآن.

فبحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرج الإخبارية، تسبب الوباء في تضخيم السمات الأساسية بين الزعيمين: فبالنسبة لترامب، تجلت نزعته نحو الأضواء وزيادة إنكاره للحقائق، أمّا ميركل، فقد عكست آلية إدارتها للأزمة مدى الصراحة والوضوح والتعامل الأمين مع البيانات.

حتى الآن، تتفوق المستشارة الألمانية في نهجها مقارنة بترامب، وقد ارتفعت شعبية ميركل بعد أن دأبت على إيصال رسائل رصينة حول الخسائر التي يمكن أن يسببها الفيروس على حياة الألمان، وحثت على استجابة دولية ومتعددة الأطراف ضد الوباء.

لكن اتخذ ترامب نهجا عكسيا تماما؛ ففي الأيام الأولى من تفشي المرض، أصر على أنّ الفيروس "تحت السيطرة"، واستمر لأسابيع يقلل من تأثير الفيروس الذي كان من المتوقع أن يكون له تأثير مدمر على الولايات المتحدة. والآن، هذا الإنكار يهدد بأن يكلفه خسارة كرسيه في البيت الأبيض مع انتخابات نوفمبر المقبل.

وخلال مارس وأوائل أبريل، ومع تصاعد حالات الإصابة بالفيروس والوفيات في الولايات المتحدة، انخفض تصنيف الموافقة على ترامب بنسبة 6 نقاط مئوية، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة جالوب. بينما يتقدم الآن المنافس الديمقراطي جو بايدن في الولايات الرئيسية غير المحسومة، بما في ذلك فلوريدا وميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا، كما تظهر استطلاعات رأي أخرى.

وعلى الرغم من أنّ ميركل تقاتل للدفاع عن إرثها في إدارة الأزمات المالية المتتالية وأزمة اللاجئين، فإنّ إعادة انتخابها ليس مصدر قلق لها، فقد أعلنت العام الماضي أنّها لن تسعى لولاية خامسة كمستشارة. ولطالما استخدمت ميركل أسلوبا منهجيًا في وظيفتها، وهو الأسلوب الذي أصبح الألمان يقدرونه بشكل خاص خلال الوباء.

لكن خبراء الصحة العامة يقولون إن ألمانيا حافظت على واحدة من أدنى معدلات الوفيات الناجمة عن الفيروس التاجي في العالم، ويتزايد عدد الحالات المؤكدة بما يزيد قليلاً عن النصف كما هو الحال في الولايات المتحدة ومن بين أسباب نجاح الدولة هي اختبارات الفحص. ومع استمرار تفشي المرض، أطلقت ألمانيا نظام اختبار صارم، وساعدت البيانات في تحديد المصابين بسرعة أكبر، مما حد من انتشار المرض ومهد الطريق للتدخلات الطبية المبكرة التي منعت تدهور حالات المرضى.

وفي حين أنّ اختبارات الفحص كانت أساس نجاح ميركل، إلا أنها مثلت "كعب أخيل" لترامب. وكافحت الولايات المتحدة لإعداد نظام اختبار قوي، بدءًا من طرح فاشل للمجموعات الخاطئة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وقد صعب نقص البيانات على خبراء الصحة العامة تتبع الفيروس وعدم معرفة حجم تفشي المرض. وفي 13 مارس، عندما سئل عن الإخفاق في الاختبار، قال ترامب: "أنا لا أتحمل المسؤولية على الإطلاق".

وأكثر من 50% من الأمريكيين يرفضون الآن رد ترامب على تفشي المرض، مقارنة مع 46% ممن يوافقون على ذلك، وهي فجوة اتسعت هذا الأسبوع، وفقًا لتحليل بيانات استطلاعات الرأي على fivethirtyeight.com. ونشرت وكالة أسوشيتد برس والمركز الوطني لأبحاث الرأي في جامعة شيكاغو استطلاعًا خلص إلى أن 23% فقط من الأمريكيين يعتبرون ترامب مصدرًا موثوقًا للمعلومات حول الفيروس، في حين يثق 52% منهم في حكام ولاياتهم المحليين.

وعلى النقيض من ذلك، ووفقًا لاستطلاع أجرته محطة البث العام في ألمانيا ARD، أصبحت ميركل مرة أخرى أكثر السياسيين شعبية في ألمانيا، بمعدل موافقة 64%. رغم أنها في الأسبوع الماضي، كانت ترسل رسالة صعبة مرة أخرى؛ حيث قالت ميركل للبرلمان الألماني قبل قمة الاتحاد الأوروبي "سيتعين علينا أن نعيش مع هذا الفيروس لفترة طويلة". وحذرت من أنها "ليست المرحلة النهائية لكنها ما زالت البداية".

ودعت ميركل البرلمان (البوندستاج) إلى زيادة المساهمات الألمانية في الاتحاد الأوروبي "بروح من التضامن"، بينما تصارع المنطقة انتشار المرض. ولقي هذا الشعور صدى لدى المجتمع الدولي، بينما سعى ترامب بدلاً من ذلك إلى إلقاء اللوم على الصين؛ حيث بؤرة تفشي المرض، إلى جانب توجيه اللوم إلى منظمة الصحة العالمية.

ومن المؤكد أن تكون استجابة ترامب للوباء هي العنصر الحاسم في نتائج انتخابات 2020.

تعليق عبر الفيس بوك