أحمد السلماني
حراك ليس عاديا وغير مسبوق للفرق الأهلية بولاية الرستاق وحتى في الولايات الأخرى في تعشيب ملاعبها، إيمانا منها بأهمية هذه المسطحات الخضراء في توفير بيئة رياضية محفزة للنشاط الرياضي بشتى أنواعه وخاصة كرة القدم، وأن وجود غالبية أندية جنوب وشمال الباطنة في دوري عمانتل أحد عوامله كثرة انتشار الفرق الأهلية بها؛ وبالتالي فهي تعتبر قيمة مضافة عالية ومهمة.
كتابتي عن هذه الظاهرة بالرستاق تحديدا رغم أنّ باقي الولايات تشهد ذات الحراك هو أّن بالولاية تقريبا 44 فريقا أهليا منضويًا تحت مظلة نادي الرستاق وشريحة كبرى منها الآن قد أنجزت مشاريع التعشيب وأخرى في طور ذلك، ووصلت مراحل متقدمة ولا أعتقد أنّ البقية الباقية ستبقى مكتوفة الأيدي وتراقب من بعيد، بل ستسعى إلى ذلك.
الحق أنّ هذه الفرق ما كان لها أن تطور مرافقها الرياضية وتعشيب ملاعبها لولا الدعم الكبير الذي تحصلت عليه خاصة في السنوات الأخيرة من المؤسسات الرسمية ذات العلاقة بعد أن أدركت الحكومة أهمية مثل هذه الفرق الأهلية في الاهتمام بالشباب وطاقاتهم ولكونها قريبة جدا من خدمة المجتمعات المحلية، وهنا كلمة شكر وتقدير لكل من وزارة الشؤون الرياضية ووزارة الإسكان وباقي المؤسسات التي ساهمت في وجود أراضٍ لهذه الملاعب بعد ان كانت معضلة كبيرة.
ولقد كانت هناك مبادرة من شركة"حيا" للمياه في التخلص من مياه الصرف الصحي المعالجة والاستفادة منها في ري مسطحات الملاعب الخضراء، يومها أبدت الكثير من الفرق الأهلية رغبتها في ذلك وبالتنسيق مع مكتب والي الولاية والنادي ولكن فيما يبدو كانت التكلفة عالية والآلية كانت غائبة فتم وأد الموضوع في مهده، ثم ومع مباشرة بلدية الرستاق في مد أنبوب ماء على طول الطريق المؤدي من منطقة العراقي إلى نهاية بلدة الحزم للاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة في ري الأشجار المزروعة على جانبي الشارع والدوارات، تقدمت الفرق الأهلية عن طريق النادي للاستفادة من هذا الأنبوب بزيادة سعته أو مد أنبوب خاص لعدد 11 فريقا أهليا أبدت موافقتها على تحمل تكاليفه ويمكن أن تستفيد منه منشآت شرطة عمان السلطانية والمجمّع الرياضي، وكان الرد صادما بعدم الموافقة لأسباب فنية ولا نعرف النهاية التي آل لها هذا المشروع رغم أنه كان فرصة كبيرة للاستفادة من هذه المياه المهدرة وسيساهم في حفظ المياه الجوفية لاستغلالها في مساقات أخرى، وسينعش المسطحات الخضراء والملاعب بالولاية ومعها سيجد الأهالي والشباب متنفسا لأبنائهم وطاقاتهم فيما يعود على المجتمعات بالصحة واستغلال الوقت في المفيد وارتقاء المستويات الفنية للفرق واللاعبين بالولاية، ويمكن تعميم ذلك على مستوى السلطنة.
دعوة لكل الجهات الرسمية ذات العلاقة وأخص بالذكر سعادة الدكتور والي الولاية والمجلس البلدي والبلدية والنادي بإعادة بعث الفكرة، ودعم تمديد هذه المياه المهدرة حفاظا على الجوفي منها، وأن يساهم الجميع في هذا المشروع بما فيه شركة حيا والشركات العاملة بها في إطار مسؤوليتها المجتمعية وأصحاب رؤوس الأموال من أهل الولاية والتجّار، أو التصريح لهذه الفرق بحفر آبار خاصة بها.