"جارديان": 4 سيناريوهات لإنهاء أزمة الفيروس التاجي

ترجمة- رنا عبدالحكيم

طرحت صحيفة ذا جارديان البريطانية 4 سيناريوهات للتغلب على أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وذلك في مقال بقلم البروفيسورة ديفي سريدهار  رئيسة الصحة العامة العالمية بجامعة إدنبرة الاسكتلندية بالمملكة المتحدة.

وقالت سريدهار إن العالم استيقظ فجأة على فيروس جديد في الصين، وهنا تم الإعلان عن سرعة انتشار المرض، ومن ثم غلق الحدود، تبع ذلك إطلاق حملة غير مسبوقة للقضاء على الفيروس، إلى جانب مجموعة إجراءات احترازية أخرى. بلدان أخرى تبلغ عن حالات- مثل كوريا الجنوبية وتايوان وهونج كونج وسنغافورة- وتحدد المصابين بسرعة، وتتبع الأشخاص الذين اتصلوا بهم، وتعزل حاملي الفيروس وتحتوي انتشاره.

وهنا ندرك أن ثمة استراتيجية ثلاثية تم اتباعها ترتكز على 3 خطوات: 1- الاختبار، 2- التتبع 3- العزل، وبذلك تنجح جهود استئصال الفيروس وتعيش الإنسانية في سلام.

ما زلنا لا نعرف النسبة المئوية لسكان العالم الذين تعرضوا بالفعل للفيروس وليس المُسجل، وهذا لن يتم دون اختبار موثوق به للأجسام المضادة لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بالفيروس ومن المحتمل أن يكون محصنًا. فمن غير الواضح عدد الأشخاص الذين يحملون الفيروس ولا تظهر عليهم أعراض. كما إن دور الأطفال في انتقال العدوى غير واضح، فالأطفال ليسوا محصنين، لكن في الوقت نفسه لا يبدو أنهم يتأثرون بشدة.

وترى البروفيسورة في مقالتها أن هناك 4 سيناريوهات محتملة للقضاء على الفيروس.

السيناريو الأول: أن الحكومات تتجمع للاتفاق على خطة استئصال تعتمد على تشخيص سريع ورخيص. وتغلق جميع البلدان حدودها في وقت واحد لفترة زمنية متفق عليها وتشن حملة قوية لتحديد حاملي الفيروس ومنع انتقاله. لكن هذا النهج يبدو غير مرجح، فقد انتشر الفيروس بقوة، ورفضت بعض الدول التعاون فيما بينها. وتحاول نيوزيلندا حاليًا اتباع هذا النهج، حيث أغلقت الدولة حدودها، وفرضت إغلاقا للقطاعات المختلفة، وبدأت في إجراء اختبارات مجتمعية للقضاء على الفيروس.

السيناريو الثاني: ويبدو أكثر احتمالًا إلى حد ما، هو أن تكون تجارب اللقاحات المبكرة واعدة. وأثناء انتظار اللقاح، ستحاول الدول تأجيل انتشار الفيروس خلال فترة 12-18 شهرًا المقبلة من خلال عمليات الإغلاق المتقطعة. وستحتاج السلطات الصحية إلى توقع- قبل 3 أسابيع- ما إذا كان هناك ما يكفي من الأسرة، وأجهزة التنفس، والموظفين لعلاج المصابين. وعلى هذا الأساس، يمكن للحكومات أن تقرر ما إذا كانت ترغب في تخفيف أو زيادة تدابير الحجر الصحي. ولكن هذا السيناريو أبعد ما يكون عن المثالية. وستظل أنظمة الرعاية الصحية متوترة، والتكاليف الاقتصادية والاجتماعية للإغلاق مرتفعة.

السيناريو الثالث: والأكثر تشابهًا هو أن البلدان تتبع مثال كوريا الجنوبية أثناء انتظارها لقاحًا: زيادة الاختبار لتحديد جميع حاملي الفيروس، وتتبع الأشخاص الذين اتصلوا بهم، وحجرهم الصحي لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع. وسيشمل ذلك تخطيطًا واسع النطاق، والتطوير السريع لتطبيق تتبع جهات الاتصال، وآلاف المتطوعين للمساعدة في المسح، ومعالجة النتائج، ومراقبة الحجر الصحي.

وفي حالة عدم وجود لقاح قابل للتطبيق في المستقبل المنظور، يمكن أن يتضمن السيناريو الرابع والنهائي إدارة "كوفيد-19" عن طريق علاج أعراضه بدلاً من سببه.

ويمكن للعاملين الصحيين إدارة العلاجات المضادة للفيروسات التي تمنع المرضى من التدهور إلى النقطة التي يحتاجون فيها للعناية المركزة، أو منعهم من الموت عندما يصلون إلى مرحلة حرجة. سيكون الحل الأفضل هو استخدام العلاج الوقائي لمنع ظهور كوفيد-19، بالاشتراك مع الاختبارات التشخيصية السريعة لتحديد المصابين. وفي البلدان ذات الموارد، يمكن أن يكون هذا مستدامًا ولكن بالنسبة للبلدان الفقيرة، سيكون هذا النهج صعبًا، إن لم يكن مستحيلًا.

ختاما.. لا يوجد حل سهل، وستشهد الأشهر المقبلة إجراء توازن هش بين مصالح الصحة العامة والمجتمع والاقتصاد، مع اعتماد الحكومات على بعضها البعض أكثر من أي وقت مضى.

تعليق عبر الفيس بوك