الرياضة بالمنزل.. الطرق والأدوات

أحمد السلماني

جائحة كورونا أصابت مفاصل حياة الإنسان بالشلل شبه التام، ولكن هذا الكائن الذي ومنذ نشأته على هذه البسيطة استطاع التكيّف مع شتى أنواع الأزمات والكوارث الطبيعية والجيوسياسية وبالتالي فإنَّ وباء مثل هذا سيمر كما مرَّ غيره بإذن الله.

ومع إدراك الإنسان أهمية الرياضة لصحته البدنية والنفسية فإنَّ التزامه بالمكوث بالبيت تحت وطأة هذا الوباء وما يثيره من رعب وقلق قد تكون له انعكاسات وانتكاسات صحية أخرى إن لم يتنبه الإنسان إلى ضرورة إيجاد بدائل للرياضة بالمنزل كالركض وأداء التمارين على الأجهزة واستخدام السلم صعودا وهبوطا أكثر من مرة والمشي في الباحات والقفز وحمل الأثقال، وأيضاً أداء الصلوات المفروضة والنوافل في حد ذاته يغطي جزءا هاماً من حاجة الجسم للحركة والنشاط ويمكن أيضاً أداء بعض الأعمال المنزلية وخاصة بالحديقة ومحظوظ ذلك الذي يمتلك مزرعة خاصة يعمل بها وبمجهود بدني يُعزز من صحته ومناعته.

 كما ويعيش الرياضيون هاجس فقدانهم للحس الرياضي وانخفاض معدلات اللياقة البدنية في ظل هذا التوقف الإجباري للمسابقات والبطولات وإغلاق المرافق الرياضية وبالتالي فإنَّ الحصيف من هؤلاء الرياضيين من يدرك أهمية إيجاد بدائل أخرى للحفاظ على لياقته البدنية فالحل الأمثل في الأدوات والأجهزة الرياضية وفي حال عدم توفرها لسبب أو آخر فإنَّ الركض الموضعي وعمل بعض التمارين الخاصة ورفع الأثقال واتباع نظام غذائي سليم ومعتدل كفيل بالمحافظة على الحد الأدنى من اللياقة البدنية حتى عودة الحياة لمجاريها.

هناك نقطة غاية في الأهمية بالنسبة للمشتغلين في القطاع الرياضي تتمثل في أن يُنمي الكل ذاته ويطور من قدراته بإخضاع نفسه لدورات تخصصية توفرها بعض المواقع بشبكات الإنترنت أو الإطلاع على ما يحتاجه في الكتب والمنشورات كل وفق تخصصه سواء أكان إدارياً من حيث الإطلاع على الطرق الحديثة والمبتكرة في فنون الإدارة أو فنياً من حيث الإطلاع على جديد الخطط والتكتيكات وطرق التدريب أو رياضياً من حيث متابعة بعض البطولات والمباريات والمسابقات من الأرشيف الرياضي المتخم.

طرحي الدائم والمستمر يتمثل في أن الإدارات والقيادات الرياضية لدينا بالسلطنة ينتظرها عمل كبير بعد انقشاع هذه الغمة من حيث بناء منظومة رياضية جديدة وفعَّالة ذات قدرة تنافسية عالية وتساهم في الناتج الوطني المحلي وفي صحة الإنسان وفكره وذلك باستغلال هذه الراحة الإجبارية في إعادة النظر في مفاصل الرياضة العمانية التي تمتلك البنية الرياضية الممتازة وتفتقد للقدرة التنافسية والتي كانت نتاجا لترهل إداري وتطفل آخرين عليها، فهل سنستفيد من هذه الجائحة أم ستعود "ريمة لعادتها القديمة"؟!!.