التسوُّق بسهولة

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

"عُمان تُواجه كورونا".. شعارٌ حمله كل مواطن على عاتقه في السلطنة؛ من أجل هذا الوطن العزيز؛ فكل جهة، وكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، أخذ على عاتقه تنفيذ هذا الشعار بالطريقة التي يراها مناسبة لقدراته وإمكاناته.

فالتُّجار وأصحاب محلات التموين والخدمات قاموا بتوفير التسوق عبر الإنترنت، مع توفير خدمة التوصيل إلى المنازل.. ففي ولاية الرستاق، أطلق موقع الرستاق أون لاين -بقيادة حمد البوسعيدي- خدمة التسوق بسهولة، تحت شعار "خلك في البيت"؛ تسهيلاً للمواطنين والمقيمين بولاية الرستاق للتسوق من منازلهم خلال فترة الالتزام بالجلوس في المنزل.

وتأتي هذه الخدمة في ظلِّ تكاتف الجميع من أجل القضاء على وباء كورونا (كوفيد 19).

وتتلخَّص الفكرة في عرض جميع المحلات التي تقدم خدمة التوصيل إلى المنازل على الموقع، وتتمثل في محلات ومراكز التسوق، والمكتبات والأدوات القرطاسية، وبيع مياه الشرب، وبيع الخضراوات والفواكه والبُن، وبيع الأدوات الكهربائية والإلكترونية والسباكة، وبيع الأدوات المنزلية والكماليات، وبيع اللحوم والأسماك والدواجن، والمطاعم والمقاهي، والصيدليات.

وقد وَضَع الموقع شروطاً وضوابط لسياسة التعامل بين البائع والمشتري؛ تتضمن مجموعة من الضوابط التي يجب على البائع والمشتري الالتزام بها؛ بما يضمن جودة البضاعة ومطابقتها للمواصفات والمقاييس المعمول بها في السلطنة، مع ضرورة تأكد البائع من أن البضاعة المشحونة عالية الجودة وغير مقلدة أو مغشوشة أو مضاف إليها مواد تجعل منها منتجًا ذا مواصفات متدنية.

كما تتلخَّص سياسة التعامل بين البائع والمشتري في الشفافية والإفصاح عمَّا إذا كانت هناك رسوم للتوصيل من عدمه، وعلى تغليف البضاعة وتنظيفها قبل شحنها، والاتفاق مع المشتري على وقت الشحن وطريقة الدفع، وعدم تقديم شهادات ضمان مزورة أو خاطئة، أو شهادات جودة مزورة تُوهِم المشتري بأن المنتج ذو جودة عالية.

وفيما يتعلَّق بالمواد الغذائية، فهناك تشديد في الشروط من أجل حماية المستهلك لضمان سلامته؛ منها: التأكد من أن المنتجات المعروضة صالحة للاستهلاك الآدمي، وغير مضرة بالصحة، مع مراعاة أن تكون هذه المنتجات غير منتهية الصلاحية، وأن يتحمل البائع كافة التبعات القانونية إذا ما قام بتوصيل بضاعة ذات جودة رديئة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي.

ولم يغفل الموقع الضوابط التي يجب على المشتري مراعاتها في التعامل مع البائع؛ باعتبار أنَّ هذه الخدمة وُضِعَت من أجل تقليل خروج الناس من منازلهم.. ومن هذه الضوابط: أن لا يقوم الشخص بطلب الأشياء غير الضرورية، كذلك التحقُّق من جودة البضاعة قبل الدفع؛ بحيث لا يتحمل البائع أية مسؤولية إذا ما قام المشتري باستخدام أو إتلاف البضاعة بعد استلامها. كما يجب على المشتري التحقُّق من تاريخ انتهاء المنتجات قبل استلامها، مع مراعاة كمية المشتريات المطلوبة؛ فهناك طلبات لا يتم توصيلها لقلة المطلوب.

كما حدَّدت الضوابط: عدم إلزام البائع بتوصيل كل ما يطلب إذا كانت كمية المطلوب لا تتوافق وسياسة التوصيل لديه.

ومن بين سياسة التعامل بين البائع والمشتري: ضابط إخلاء مسؤولية إدارة الموقع من أية مسؤولية إذا ما أخلَّ البائع أو المشتري بالشروط المذكورة، وغير مسؤولة كذلك عن حل أي خلاف يقع بين البائع والمشتري، كما لا تتحمل إدارة الموقع أي مسؤولية عن أي مشاكل قانونية قد تنشب بين البائع والمشتري.

الخلاصة.. أن شعب عُمان شعب مترابط ومتكاتف في السراء والضراء، ويتجاوز المحن بالطرق التي يراها مناسبة للظروف التي تقع عليه؛ فقد شهدت عُمان عدة محن في تاريخها المعاصر؛ أبرزها الأعاصير التي شهدتها البلاد منذ العام 2007 وحتى العام 2018؛ أولها جونو.. وآخرها مكونو.