شبابنا.. الرِّهان الناجح في زمن الكورونا

أحمد السلماني

استسلم العالم بأسره لقوانين "كورونا"، وما فرضه على الإنسان من ضرورة لاتخاذ أقصى درجات الاحتراز من تفشيه، والحقيقة الأكيدة "أنَّ العالم قبل كورونا (كوفيد 19) ليس كما بعده"، هذا بالنسبة للدول والشعوب الحصيفة التي يستوجب عليها وبعد انقشاع هذا الوباء والجائحة أن تراجع الكثير من أنماط دورة حياتها وفي كافة مساقاتها: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، وكل ما له علاقة بعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان وبالمنظومة الكونية.

إنَّ هذا الوباء أظهَر أهمية الاعتماد على الذات وعلى النفس في صياغة "مستقبل" السلطنة بعد الأزمة، وضرورة الاهتمام بالعلم والشباب بعد أن أظهروا قدرًا عاليا جدا من المسؤولية، وقدرات علمية وابتكارية في تطوير صناعات وأجهزة ومستلزمات وأفكار أسهمت في التخفيف من حدّة هذه الأزمة غير المسبوقة حتى الآن، وهذا هو الاستثمار العالي والمهم الذي عمل عليه جلالة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد، بأن سلَّح الشباب بالعلم والمعرفة.

واليوم، ولأول مرة، أكتب عن موضوع بعيد قليلًا عن الرياضة؛ إذ إنَّ حقيقةً غاية في الأهمية قد تصدم البعض وهي "ضرورة أن يتسلّم الشباب مسؤولية إدارة مفاصل دورة حياة هذه البلاد بنهضتها المتجددة، وبسرعة لا تحتمل التأخير، مع الاحتفاظ ببعض الخبرات المهمة حتى حين"، و"منح الشباب العماني الوقاد -كل حسب إمكانياته ومؤهلاته- الثقة الكاملة، والدفع به في ميادين العطاء"، بعد أن أظهر قدرات عالية وفكرًا متقدمًا تحتاجه الثورة الصناعية الرابعة والخامسة لضمان حضور عماني بين الأمم المتقدمة علميا وصناعيا.

كما نقول شكرا جزيلا لكل حبَّة عرق روت نهضة عُمان على مدى عقودها الخمسة، وما سبقها من تضحيات جسام سقطت سهوًا بتغييب تاريخ العماني المشهود له ببراعته في التعاطي مع هكذا أزمات على صعوبتها وخطورتها وتأثيرها الكبير على مفاصل حضارته ومعيشته، لكنه كيّف أو تكيَّف معها متسلحا بحضارة موغلة في القدم، أجبرت دول عظمى اليوم على الاستعانة بـ"الأسلوب العلمي والحضاري العماني" بهدوئه ورباطة جأشه في التعامل مع هذه الجائحة.

نحمدُ الله سبحانه وتعالى أن منًّ علينا بسلطانٍ مُحبٍّ لبلده وشعبه، فكان اهتمامه العالي بالأزمة وقودًا لهِمَم الجميع، وبجهات رسمية وأهلية وشبابية وقادة في محاربة هذه الجائحة وما سبقها من أزمات، تغلبنا عليها بفضل الله ووحدة الصف بين الحكومة والشعب ووعيه، وكلمة شكر تسجل لوزارة الصحة وللكوادر الطبية من العُمانيين والوافدين، خط الدفاع الأول أمام هذه الجائحة، ولبقية الجهات الرسمية والأهلية، وتحية إجلال وتقدير للجهات العسكرية والأمنية الحاضرين دوما في جبهات التضحية والفداء، وللمواطنين والمقيمين على التزامهم ووعيهم العالي.. حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وكل من يقيم على أرضها، والبشرية جمعاء.