السبات الرياضي.. كيف نستفيد منه

 

أحمد السلماني

سبات وبيات رياضي إجباري غير مسبوق، خضع له العالم بأسره وسلطنتنا الحبيبة ليست استثناء، إذ أنّ توقيف النشاط الرياضي بكافة أنواعه وأشكاله من أوائل قرارات اللجنة العليا المكلفة بآلية التعامل مع تطورات تفشي فيروس كورونا، وبالتالي ترجمت وزارة الشؤون الرياضية ومن في حكمها من مجمعات ومراكز رياضية واتحادات ولجان وأندية وفرق أهلية وكل ما له علاقة بالرياضة من قريب أو بعيد ذلك بتعليق أنشطتها وبرامجها حتى بداية سبتمبر 2020م أو وفق ما تقرره اللجنة العليا.

لقد مرت على السلطنة العديد من المحن والأزمات وكان من فضل الله علينا أننا كنا نخرج منها بإيجابيات وفوائد ودائما ما كنا نستخلص منها العبر والفوائد مع قصور واضح في التنفيذ بتقادم الزمن لأننا نعاني من نعمة النسيان وللأسف.

واليوم تبدو الفرصة سانحة للقائمين على رياضتنا وعلى رأسهم معالي الشيخ الوزير، للاستفادة من هذا التوقف الإجباري في بناء "منظومة رياضية" جديدة ، مع ضرورة الاستفادة من تجربة الـ 50 عاما المنصرمة وإخضاعها لتقييم شامل من خلال مجموعة يتم انتقاؤها بعناية من الخبراء والفنيين المتخصصين، وزمرة ممن اختفوا عن المشهد الرياضي خلال العقدين الماضيين بعد انفراط العقد وانحراف البوصلة باتجاه صعود المتطفلين على الرياضة العمانية، ونبش إدراج الوزارة ببعث الدراسات والخطط والاقتراحات التي قدمت، وذلك لصياغة هيكلة جديدة للرياضة العمانية، أساسها وضع أهداف وسقف عال جدا لتنافسية الرياضية العمانية، والاستفادة من الشرارة الاقتصادية التي ستشتعل بعد انقشاع غيمة "كورونا" في وضع لبنات أساسية "لصناعة وسياحة رياضية" وإعادة صياغة القوانين والتشريعات وإسقاط تلك التي وضعت مؤخرًا لمصالح شخصية وآنية، وتحويل بعض الإتحادات الخانعة والمتراجعة قاعدة رياضتها للجان والفاعل والنشط من الأخيرة إلى اتحادات، وشطب الأندية المريضة والآيلة للتوقف وإحالتها للجان أو مراكز رياضية ودعم الفاعل منها ومنحه فرصة التحول "لنادٍ حقيقي" بخدمات رياضية ومرافق ثقافية واجتماعية وترفيهية وصالات رياضية تخدم المجتمع وليست فرق لكرة القدم فقط، وإعادة صياغة منظومة الفرق الأهلية بتفعيل وإبقاء ودعم الفاعل منها وممن تمتلك البنية الأساسية والنشطة وشطب تلك التي لا زالت تراوح مكانها وتسير بعقلية وفكر "الإدارة والدائرة المغلقة" وتسخير إمكانيات المجمعات الرياضية ومرافقها لخدمة المجتمع والرياضة المدرسية تحديدا.

أدرك أنّ هناك من سيقول، هذا ليس وقته، "حد في همة وسيف يغلي السمة"، لكن على الجميع أن يدرك أن البلد تعيش "نهضة متجددة" وأزمة "كورونا" ستخدم مبدأ وغاية هذا الشعار بإحالة الأزمة إلى نعمة، وكل في مجاله واختصاصه، وحده سبحانه وتعالى نسأله أن يرفع عن هذه البلاد وسائر بلاد العالم هذا الوباء والبلاء، واليوم مطلوب منا أن نلتزم وبعد ذلك ننطلق نحو البناء.