د. أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله
تُعتبر هذه الاستراتيجية غاية في الأهمية لمنع حدوث أو ظهور أي مشاكل طارئة، من خلال وضع التوقعات والحلول المناسبة "لتدارك ما يُمكن حدوثه قبل حدوثه" ، فإعداد مثل هذه الخطط والإستراتيجيات ليست بالأمر السهل الممكن وضعها ودراستها وإجراءات تطبيقها، لاحتياجها إلى مزيد من الوقت والجهد اللازمين لتشكيل فرق العمل المتخصصة والمزودة بالكفاءات والخبرات الضرورية لتكليفها بوضع الضوابط والإجراءات الوقائية وإصدار القرارات الناجحة والفاعلة لمنع حدوث أي مشاكل متوقعة أو التقليل من مخاطرها قبل حدوثها، ولكن كما يعرف ويعلم الجميع اليوم في عُمان بأن "الهدف الوطني والاستراتيجي" المناط باللجنة العليا لبحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد ١٩) والتي تتسابق من أجله الزمن وتبذل له كافة الجهود والإمكانيات المتاحة هو "إيقاف ومنع عدوى انتشار فيروس كورونا" في المجتمع العماني.
عليه سنحاول في هذا السياق وبناءً على درجة الأهمية العمل بتقديم مقترح وضع أو اختيار ثلاث "أولويات" هامة مع ضوابطها المرفقة يتم التركيز عليها لمنع وكبح عدوى انتشار هذا الفيروس في المجتمع وهي كالآتي أولاً: التشديد على التقيد والالتزام بتطبيق الضوابط والقرارات الصادرة وفرض العقوبات الضرورية على جميع المخالفين، يتبعها فرض حظر التجوال خلال أوقات معينة من اليوم إذا دعت الحاجة إلى ذلك مع تجهيز الحلول والمنافذ المناسبة لحصول المواطنين على احتياجاتهم من المستلزمات الغذائية والصحية بكل يسر وسهولة وكذلك الخدمات العلاجية والطارئة - وفرض مراقبة دقيقة على جميع الأسواق وتجمعات الأحياء السكنية للعمالة الوافدة وترحيل المخالفة والفائضة منها بأسرع وقت ممكن التي ستشكل كثافتها أشد الخطورة إذا حدث لا سمح الله تفشي الفيروس في هذه التجمعات التي تفتقر إلى أدني حد من الشروط الصحية - كذلك الاستعداد التام للتوقعات ووضع الحلول الناجحة والجاهزة لمواجهة أي طاري - العمل على حظر الدخول والخروج لبعض المحافظات التي تزيد فيها عدد الحالات كمحافظة مسقط مثلاً إلا للضرورات القصوى . ثانياً: ضرورة تعزيز ودعم إمكانيات القطاع الصحي وطواقمه التخصصية والتوسع في توفير الاحتياجات من الأسرة وأجهزة التنفس والأكسجين وغيرها من الأدوية والمستلزمات الضرورية. ثالثاً: التشديد على دعوة جميع قطاعات المجتمع العماني إلى التكاتف والتعاون والمبادرة بالدعم والوقوف معاً يداً واحدة في مواجهة هذا الوباء الخطر الذي يهدد الجميع دون استثناء - ويتبعها رفع المعنويات وزيادة الثقة بمقدرات الوطن والتفاؤل ومنع الإشاعات والأخبار غير الرسمية - تقديم المعونات الضرورية للمواطنين أصحاب الضمان الاجتماعي والمتعسرين لتوفير احتياجاتهم المعيشية والضرورية - صدور التوجيهات بإنشاء صندوق وطني مخصص لقبول تبرعات جميع العمانيين الراغبين في تقديم الدعم المالي لمكافحة هذا الوباء.
عليه فإنَّ تطبيق مثل هذه الإستراتيجيات الاستباقية سيكون له الكثير من النتائج والفوائد الجمة والإيجابية من حيث تشجيع جميع الطواقم وفرق العمل المشكلة في كافة الميادين على تحمل المسؤولة الجماعية والعمل بروح الفريق الواحد وبث روح الثقة والحماس ورفع معنويات الجميع لتحمل المسؤولية والقدرة العالية على إنجاز المهام والواجبات المناطة بهم لمواجهة وكبح انتشار هذا الفيروس الوبائي.
حفظ الله عُمان وشعبها وقائدها المظفر بإذن الله جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم من كل سوء ومكروه وأتم علينا وعلى بلادنا الصحة والعافية مع دوام الأمن والاستقرار والمزيد من الرخاء والتطور.