"إيكونوميست": بعد التغلب على "كورونا".. البورصة الصينية الأفضل أداءً عالميًا

ترجمة- رنا عبدالحكيم

ذكر تقرير لمجلة ذي إيكونوميست البريطانية أن الأسواق المالية انقلبت رأس على عقب، ففيما كانت الصين مطلع شهر فبراير الماضي تعيش في حالة اضطراب عام، وسوقها المالي من بين الأسوأ عالميا نتيجة لتفشي فيروس كورونا "كوفيد-19"، لكن الصين الآن باتت السوق الأفضل أداءً في العالم لعام 2020، حيث عادت الحياة تقريبا إلى طبيعتها بشكل تدريجي، بفضل السيطرة الكبيرة على المرض.

وانخفض مؤشر CSI 300، وهو مؤشر لأكبر الشركات الصينية، بنسبة 5% تقريبًا منذ بداية يناير. لكن هذا يبدو جيدًا مقارنة بانخفاض المؤشرات حول العالم بشكل أكثر حدة. ولا تزال الأسهم الأمريكية متراجعة بنحو 15% هذا العام. وارتفع مؤشر ChiNext- الذي يمثل المعادل الصيني لمؤشر ناسداك- بأكثر من 10% منذ بداية العام.

وتتسائل المجلة: هل هذا الأداء المتفوق مبرر؟

على المستوى الأساسي، من المنطقي أن الأسهم الصينية كانت أفضل حالًا من مثيلاتها في الدول الأخرى مؤخرًا. فقد كانت المخاوف من انتشار كوفيد 19- وتحديداً بشأن الأضرار الاقتصادية التي ستنجم عن التدابير المتخذة لإبطائه- السبب الرئيسي للانهيار في أسعار الأسهم في كل من أمريكا وأوروبا. والآن الأوضاع في الصين تسير في الاتجاه الآخر. إذ أعادت المصانع والمطاعم، بأعداد متزايدة، فتح أبوابها. يعرف المستثمرون في الأسهم الصينية أن الأشهر القليلة الأولى من العام يمكن شطبها، وقد حولوا أذهانهم إلى ما سيأتي بعد ذلك. ويتوقع الكثيرون أن تكشف الحكومة عن حافز كبير لضمان انتعاش قوي.

وهناك سبب وجيه للتساؤل عما إذا كانت مرونة سوق الأسهم الصينية يمكن أن تستمر. هنا تنبغي الإشارة إلى أن عائدات السندات الصينية انخفضت بشكل مطرد على مدى الشهرين الماضيين وتقترب من أدنى مستوياتها القياسية. والنتيجة أن المستثمرين في سوق السندات، وهم عادة مجموعة أكثر رصانة من نظرائهم في سوق الأوراق المالية، يعتقدون أن النمو الاقتصادي سيظل ضعيفًا حتى مع تلاشي الخوف المحلي من الفيروس.

وتتوقع المجلة الاقتصادية أن تضرب الأزمات العالمية الصين، فالصادرات الصينية ستواجه تحديات كبيرة، إذ سيعطل الإنتاج المتوقف في ألمانيا وكوريا الجنوبية، بجانب دول أخرى، سلاسل التوريد الخاصة بها. وهناك خطر حقيقي يتمثل في أن الفيروس قد يعود إلى الصين مجددًا من الخارج، على الرغم من الضوابط الصارمة التي تفرضها الصين على السفر؛ فالأوبئة لا تحترم الحدود، كما ينبغي أن تكون واضحة بشكل مؤلم الآن.

تعليق عبر الفيس بوك