كورة.. و"كورونا"

 

حسين الغافري

في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وحالة الهلع التي يعيشها العالم جراء انتشار كورونا "كوفيد 19"، والوفيات التي خلّفها، خصوصا في الصين وإيران وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا، والمملكة المتحدة.. وغيرها من الدول بدرجات مختلفة. تعيش كرة القدم واحدًا من أصعب فصولها على مدار التاريخ، تتوقف معها دورانها المعتاد وحرارة مدرجاتها وسخونة المستطيل الأخضر بين اللاعبين، وتتوقف الفعاليات الرياضية في كل مكان للحد من انتشار مضاعف للمرض - عافانا الله ووقانا شره.

ففي إيطاليا تبدو الأمور أكثر تعقيدا عن غيرها، كرة القدم والحركة العامة متوقفة تماما بعد الانتشار الكبير الذي أحدثه المرض، وإصابات متعددة للاعبين في منافسات الدوري الإيطالي في مختلف درجاته، ولعل إصابة أكثر من لاعب في يوفنتوس يشيء بأن الموضوع حساس وينبغي التعامل معه بحذر شديد وليس تهاون كما حدث في بداياته وتأثر شخصين أو ثلاثة دون تحريك ساكن من السلطات الإيطالية. الموضوع اليوم -ووفقا لمنظمة الصحة العالمية- أصبح خارج السيطرة، وأوروبا هي بؤرته الرئيسية؛ لذلك من غير الحكمة التفكير في عودة النشاط الرياضي سواء بعد شهر أو أكثر، وهو قياس يعود لدراسة طرق مواجهته والحد منه أو على الأقل إيجاد لقاح معين للمصابين.

الحال غير ببعيد عن البطولات الأخرى في إنجلترا وإسبانيا وفرنسا، إصابة المدرب الإسباني آرتيتا، والهلع العام الذي عم البطولة، والتعليق الذي حدث حتى الرابع من أبريل، لذلك توقفت الرياضة في كافة البطولات الإنجليزية، والبقية. وقد تُلغى نهائيًا هذا الموسم مما يعني لا أبطال ولا فائزين بالألقاب ولا هابطين كذلك. كلها احتمالات واردة ومفتوحة؛ الأمر كذلك ما حدث في البطولات الأوروبية ومنافسات دوريا أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. أما في إسبانيا فكرة القدم تم تعليقها بعد أحداث دخول الفيروس لمعقل القلعة الملكية وإصابة عدد من الموظفين. وقد كانت النية أن تُلعب مباريات دوري أبطال أوروبا هذا الأسبوع بدون جماهير، قبل أن يتم تعليقها كليًّا والنظر في تأجيلها أكثر من ذلك إذا ساءت الأمور، أو ربما إلغاؤها نهائيا حالها كحال مقترحات مطروحة في كبرى الدوريات.

هذا هو شكل الكرة الأوروبية في هذه اللحظات، تعاني من جانحة فتاكة، تعاني من محاولة البحث عن طُرق للحد منها، أو للتقليل من الكوارث التي قد تصيب الأرواح هناك. بطولات متوقفة وأندية يخضع لاعبوها في الحجر الصحي، فالأولوية للإنسان قبل كل شيء، والأولوية للمساهمة في حث الناس على ضرورة الحذر والوقاية كما يجب. ولعل الصورة المتداولة مساء السبت خلال لقاء ناديي السيب وظفار لا يجب أن تتكرر إطلاقا في أي فعالية رياضية كانت؛ تطبيقا للتوجيهات التي تحث على ذلك، حتى يرفع الله عنا هذا البلاء ونتجاوزه بسلام، بحاجة إلى استشعار للمسؤولية كما يجب وإلى التقيد والابتعاد عن التجمعات والاختلاط، هذا الأمر ينطبق على اللقاءات الرياضية غير الرسمية والتجمعات في "القرى" والشواطئ، بشكلٍ عام ينطبق على كل تظاهرة بأي شكل من أشكالها، داعين الله عزوجل أن يقينا كافة الشرور والآفات، وأن يحفظنا ويكلأنا بعين رعايته وعنايته، ويحفظ بلادنا وجميع البلدان من كل مكروه.