◄ أصعب ما في الكتابة إيجاد الفكرة وبلورتها بالشكل الصحيح والسليم في ترابط منسجم وبسيط وغير مُعقد
د. خالد بن علي الخوالدي
الحياة تمضي بنا بين شدةٍ ورخاء وبين يُسرٍ وعُسرٍ، ونحن نمضي معها راضين بقضاء الله وقدره في الخير والشر، وقد توقفت عن الكتابة في جريدة الرؤية الورقية التي أحبها لأكثر من سنتين تقريبًا، لظروف وأسباب لا يُمكن ذكرها هنا ولا تتعلق بالجريدة، وقد أثر هذا التوقف عليَّ نفسيًا وفكريًا ومعنويًا وكتابيًا، فالكتابة مثلها مثل أي هواية إذا تركتها لفترة طويلة راحت عنك الملكة والحس الكتابي وضاعت عليك البوصلة التي تقودك في سلم التطور الكتابي.
ومع أني لست ذلك الكاتب الذي يُشار إليه بالبنان، ولم أصل بمستواي الكتابي إلى المستوى الذي وصله غيري من الكتاب الكبار في السلطنة إلا أني أحاول واجتهد وأبذل قصارى جهدي في أن أكون جزءًا من عالم كتاب المقالات في السلطنة الحبيبة ومن ثم أتطور ليشع فكري في عالمنا الكبير بحول الله، وعندي أمل وتفاؤل أني سأصل يوماً ما إلى ما وصلوا له لأني أملك إرادة صادقة وطموحاً ونظرة بعيدة للمستقبل مفادها "أني قادر".
وطبعاً المقدرة على الكتابة ليست بالأمر السهل والبسيط الذي قد يتخيله البعض، وأصعب ما في الكتابة إيجاد الفكرة وبلورتها بالشكل الصحيح والسليم في ترابط مُنسجم وبسيط وغير معقد، فإذا وجدت الفكرة عند الكاتب المتمرس صاغها الصياغة المجيدة التي تصل إلى القارئ بسهولة ويسر، فالقارئ اليوم لا يحتاج إلى الفلسفة الزائدة والتركيبات اللغوية الصعبة ولا يقرأ لمن يصوغ مقالاته بالإلغاز والتلميح البعيد عن الفهم بل يقرأ لمن يُعبر عن ما في خاطره وكيانه بأسلوب سهل وبسيط، لذا نجد كاتبا مبتدئا حاز على قلوب الكثير من القراء وكاتبا له سنوات من الخبرة والدربة في الكتابة وقراؤه قلة.
إن الكتابة تسري في دمي وهي بالنسبة لي حياة وليست مهنة فمنذ أكثر من سنتين وهي المدة التي انقطعت فيها عن الكتابة في الجريدة الورقية كتبت عشرات المقالات التي نشر بعضها في موقع جريدة الرؤية، وبعضها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وإن شاء الله لن أقف عن الكتابة عمَّا يدور في ذهني من أفكار وما يخص مجتمعي المحيط وعمان الأرض والإنسان، وها أنا أعود للكتابة في الجريدة التي أحبها وأعشقها "جريدة الرؤية"، وأتمنى أن تكون عودتي موفقة فقد اشتقت للكتابة بها وأشتقت لمخاطبتكم من خلالها، وإن شاء الله سوف أستمر في الكتابة لكم والحديث معكم عبر عمودي الأسبوعي، ومن خلال هذه المساحة أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للمكرم حاتم الطائي رئيس التحرير الذي لا أنسى تشجيعه ووقفته معي طول العمر، ودمتم ودامت عُمان بخير.