"أبطال أوروبا".. مواجهات ساخنة وشبح "كورونا"

 

 

حسين بن علي الغافري

كُرة القدم ليست بمعزل عمَّا يدور في العالم من أحداث؛ فقد كانت ولا تزال جزءًا لا يتجزأ من أهم المتغيرات على الساحة العالمية. ولعلَّ فيروس كورونا آخر هذه الأحداث المهمة والحظر المفروض من الدول المتأثرة على السفر والتنقل الداخلي وإقامة الفعاليات والمناشط. وإيطاليا كمثال علَّقت البطولة المحلية لأسبوع واحد وتمَّت إعادتها، ولو أنَّ الأخبار تشير إلى عزم بإيقاف نهائي للموسم في حال حدوث إصابة لأحد اللاعبين المحترفين. كلها وسائل لابد منها في محاولة للحد من التأثير الذي فرضه الفيروس. ومع اقتراب عودة الكرة الأوروبية هذا الأسبوع، فإنَّ هذا الشبح سيظل في الأفق، وقد نشهد مباريات دون جماهير وإجراءات مشددة إضافية حتى لا تصل المباريات إلى الإيقاف المؤقت أو التأجيل أو حتى الإيقاف النهائي كما ذكرنا.

ومع كل ذلك، تترقب أعين المتابعين والمهتمين هذا الأسبوع استكمال لقاءات دوري أبطال أوروبا في دورها الـ16، مواجهات العودة ستكون حاسمة ومصيرية، وهو ما يضمن إثارة متوقعة؛ حيث لا مجال آخر للتدارك وتعديل المسار، وإلا فإنَّ شبح المغادرة المبكرة يلُوح في الأفق، خصوصا للمتعثرين في الذهاب. تلعب أربع مباريات منتصف الأسبوع الجاري، على أن تتبقى المحطة الأخير في الأسبوع المقبل. في أولى المباريات ستكون الأعين على لقائي توتنهام الإنجليزي ولايبرج الألماني. الفريق الإنجليزي مطالب بالتدارك خارج قواعده أمام واحد من أعقد المنافسين الألمان، فضلا عن أنه قد حقق نتيجة إيجابية في لندن بانتصاره بهدف دون رد.

يمكن القول إنَّ الحظوظ باتت أكبر للايبزغ لأفضلية النتيجة الأولى ولعبه على قواعده، بينما مهمة رجال مورينهو خطرة. عقبة السبيرز تكمُن في حجم الإصابات التي أتعبت الفريق والتذبذب في المستوى بعد رحيل مدربه بوكاتينهو؛ الأمر ليس بهذه السهولة، ولو أن الخبرة التي يمتلكها البرتغالي في مثل هذه المواعيد عامل مهم وحيوي لتحقيق شيء. في تلك الليلة، يستقبل فالنسيا الإسباني نظيره أتالانتا الإيطالي والآمال في قلب نتيجة الأربعة ذهابا. صحيح أنَّ المعركة لا تزال في شق واحد، إلا أنَّ الروح التي أظهرها الأزرق الإيطالي دافع جوهري للمواصلة، وهو ما سيجبر الخفافيش على الاندفاع الهجومي الكلي للتعويض.

ومن أهم لقاءات هذا الأسبوع، يدخل حامل اللقب نادي ليفربول مواجهة ساخنة للغاية باستضافته أتلتيكو مدريد.. مواجهة بدأت سخونتها عندما أعلن الريدز ولاعبوه التحدي بالتصريحات الإعلامية وعزمهم في رؤية طريقة أداء مختلفة إيابا. مع ذلك، لا يبدو أن أتلتيكو مدريد سيكون لقمة سهلة المنال، وسيميوني له باع واسع وخبرة كافية في قراءة المنافسين. ومع ذلك، وإن لم يتدخل كما يجب فسيكرر إخفاقات الماضي والخروج الغريب رغم تفوقه ذهابا. الدفاع المبالغ فيه ومحاولة استفزاز اللاعبين وإخراجهم من التركيز قد لا يصلح. بحاجة إلى أن يكون الفريق حاضرًا ذهنيا في جزئيات المباراة وباحث عن إدارة المواجهة والتدرج في الخروج بالكرة وامتصاص الرغبة من الريدز في التعديل. بحاجة إلى أن يستقر على الفعل قبل ردة الفعل. مع ذلك تبقى قمة قابلة لكل الاحتمالات ومفتوحة لكل التوقعات، وقد تحدد ملامحها أول ربع ساعة.

وفي الختام، الموعد الصعب ذاته سيكون عنوان باريس سان جيرمان عندما يواجه بروسيا دورتموند.. فريقان بطابع هجومي واضح، أسلحة النادي الباريسي ستتركز على التعويض وتسجيل الهدف الأول. ومع ذلك، فإنَّ دورتموند يملك مقومات كبيرة لأن يفعلها أمام باريس. ما يميز سان جيرمان أن مدربه عارف بقدرات بيت النادي الألماني، ومدرك لكل التفاصيل؛ لذلك سيكون من مهامه الاشتغال في إيجاد حلول كلية. ومع ذلك تبقى اجتهادات مسبقة والفيصل هو الملعب.. دعونا نتابع.