دورينا هذا الموسم غِير

 

 

أحمد السلماني

بدايته كانت عادية نظرا لعدم جاهزية الغالبية العظمى من الأندية، إذا ما علمنا أنَّ بعض قوائم الفرق لم تكن مُكتملة، وأخرى لعبت الجولة الأولى ومدربها لم يصل؛ وذلك لأسباب وعوامل عديدة؛ أهمها على الإطلاق العامل المادي، وما تعانيه كثير من الأندية من عَوز مالي مستديم، نظير دخولها في نفق المديونيات والعقود العالية لصناعة مجد مؤقت وزائل.

ثم ما لبث أن بدأ المستوى الفني في الارتقاء نسبيًّا بداعي اكتمال الجهوزية البدنية لدى اللاعبين، وهكذا إلى أن وصلنا لمراحله الست الأخيرة، والتي فيما يبدو ستشكل عاملَ إثارة قويًّا بدافع من قتال الأندية وصراعها في القمة والقاع أو الخروج من دوامة الهبوط.

ومن تابع آخر 3 جولات يُدرك ارتفاع حدة التنافس بين الأندية ما بين حصد للقب والذي انحصر تقريبا بين السيب المتصدر وظفار المتربص، وهو ما افتقدناه في آخر موسمين، والبقية التي تنافس من أجل البقاء ولم تصل بعد لنقطة الأمان، خلا مرباط الذي فك ارتباطه رسميا بدوري الأضواء.

مباريات جميلة ومثيرة حملتها لنا الجولات الأخيرة؛ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تلك التي جمعت ظفار مع الرستاق، وانتهت دراماتيكيا وفي الثواني الأخيرة لمصلحة الثاني، كذلك المباراة الجماهيرية الاستثنائية التي جمعت السيب المتصدر مع صحار بجمهوره الأنيق والراقي، والتي شهدت القوة والإثارة من الطرفين داخل المستطيل وعلى المدرجات، وبعد المباراة واللوحات الفنية الجميلة لجماهير الفريقين، خاصة السيب، فضلا عن المبادرة الجميلة من رابطة جماهير صحار بتبادل الهدايا والحوار الراقي بين قائدي الرابطتين، وماذا عن الثمانية أهداف التي حملتها مباراة الرستاق مع مسقط و"الريمونتادا" النادرة في بطولاتنا، المباراة التي استمتع بها من شاهدها هي أيضا نتاج حقيقي لتطور المستوى الفني للدوري، خاصة الثلث الهجومي في كل فريق سعيا من الأندية لتمكين نفسها، وغيرها من المباريات التي حملت القوة والإثارة، واليوم هي دعوة صريحة لعشاق كرة القدم بالسلطنة لمتابعة المباراة المرتقبة التي ستجمع السيب مع ظفار في الجولة القادمة، والتي ستحسم اللقب بشكل كبير.

هنا.. لابد لاتحاد كرة القدم استغلال هذا الريتم العالي من الإثارة في الترويج والتسويق لمسابقاتنا لضمان الحصول على حقوق رعاية ودعاية تعود بالريع لمؤسسة الاتحاد وللأندية التي تئن من المديونيات والعثرات المالية، وما القضايا المرفوعة عليها في أروقة الاتحادات القارية والدولية إلا انعكاس لذلك.

كما تَقع مسؤولية كبيرة على الإعلام الرياضي في الخروج من عباءة "جلد الذات" و"مسابقاتنا ضعيفة"، فإنَّ لمثل هذا تبعات تتعلق بالتسويق وحضور فرقنا إقليميا وقاريا، خاصة وأنَّ المؤشرات تقول إنَّ نادي ظفار لن يكون ضيفَ شرف في البطولة الآسيوية، ولضمان ذلك على اتحاد اللعبة توجيه كافة مقدراته باتجاه دعمه ودعم المنتخبات، وكذلك تنشيط وتفعيل برامجه التسويقية بالتفكير الإبداعي وشراكة حقيقية وفاعلة مع الإعلام؛ بمنحه هو الآخر شيئا من عوائد التسويق ليتمكَّن من تفعيل أدواته وتطويرها، إذا ما علمنا أن المؤسسات الإعلامية تضع الرياضة في آخر سلم برامجها في فهم خاطئ وعقيم لإمكانية تحقيق عوائد لها؛ كون قاعدة المتابعين والمهتمين بها كبيرة وواسعة، هنا نقول إن العملية تكاملية.. "فهل من مدكر".