مسقط- العمانية
في جلسة حوارية خلال ندوة النهضة في فكر السلطان قابوس- طيب الله ثراه- ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ25، سلط معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية الضوء على نشأة السلطان قابوس وطفولته التي كانت محاطة بفكر ة السلام وحبه له.
الجلسة التي كان عنوانها السلام في فكر السلطان قابوس، والتي أدارها سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام تطرق فيها معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية إلى بعض المحطات في حياة السلطان الراحل وتأثير فكرة السلام القائمة على الحقيقة والعدالة في المنهج الذي اختطه رحمه الله والذي على أساسه قاد نهضة حضارية وعصرية شاملة غطت ربوع عمان وامتد تأثيرها ليصل لدول العالم.
وقال معاليه: في أول شهر من تولي جلالته مقاليد الحكم في عمان فكر في أن ينشر رسالة السلام فأمر بتشكيل وفد رسمي تحت مسمي "وفد الصداقة" وكانت مهمته أن يزور كل البلاد العربية محملا برسائل من السلطان قابوس إلى رؤساء الدول العربية وكان مفادها أن عمان ستعمل في الإطار العربي وأنها دولة محبة للسلام وأنها بصدد القيام بنهضة شاملة في ربوعها، موضحا معاليه أن رسائل جلالته لاقت ترحيبا واسعا من جميع القادة.
كما تحدث معاليه عن الأسس التي كان يحرص جلالته عليها والثوابت التي لا يحيد عنها الموقف العماني مستدلا بذلك بعدد من المواقف ومنها اجتماعاته بسفراء السلطنة وحرصه على توجيههم وتحميلهم بالرسائل والمضامين التي كانت أساسها أن سلطنة عمان ليس لها خلاف مع أحد.
وأضاف معاليه في مجمل حديثه بأن السلام لا يعني الهروب من القضايا أوالابتعاد عنها بقدر ما هو دعم للحق والعدالة والبحث عن الحقيقة دائما مستدلا بذلك بمواقف جلالته في أحداث الشرق الأوسط خلال فترة السبعينات والتي شهدت حروبا مع إسرائيل والمفاوضات التي تلتها حيث كان جلالته داعما للقضايا العربية.
وأكد معالي الوزير المسؤول عن الشوؤن الخارجية أن سياسية النأي بالنفس عن الصراعات هي التي جعلت عمان منبرا للسلام ومقصدا لمن يطلبون السلام. كما استعرض معاليه عددا من المحطات التاريخية في تاريخ السلطنة منذ دخول الإسلام إليها وارتباط الشعب العماني من القدم بمفهوم السلام حيث أصبح أحد أهم الخصائص التي تميزهم على مر العصور.